بخلاف ما قرر له من مساعدات الضمان الشهرية ب800 ريال، فإن إعانته الشهرية تبلغ 650ريالا، ذلك أنه يستأجر سيارة في الموعد المحدد لصرف الإعانات ب 150ريالا، قاطعاً 220 كيلو متراً ذهاباً وإياباً ما بين مسكنه في محافظة بدر الجنوب بمنطقة نجران، وأقرب جهاز صرف آلي يقبل بطاقات الضمان في محافظة حبونا. وليس وحده علي آل سالم الطاعن في السن من يرتحل للحصول على إعانة الضمان، فكافة المستفيدين من إعانات الضمان في بدر الجنوب ينطبق عليهم ذات الحال، وبطبيعة الحال معظمهم إما كبار في السن أو عجزة أو أيتام صغار، وكل هؤلاء يصعب عليهم التنقل إلى المحافظات المجاورة، فإما أنهم لا يملكون السيارات، أو لم يتعلموا قيادتها إن وجدت، وفي كلتا الحالتين المعاناة واقعة ولا مفر بالتنقل بحثاً عن جهاز صرف يقبل بطاقات إعاناتهم، رغم قبولهم ضمن قوائم مستفيدي الضمان الاجتماعي. ولا يمكن تخيل أن تتعقد المعاناة نفسها، بل يمكن مشاهدتها حية في نماذج المستفيدات من الضمان في بدر الجنوب، وفي بعض النماذج ترى من يسعين لنيل مبالغ الضمان بشتى الطرق، وما إن تحصل على المبلغ المخصص شهرياً، تكون قد ذاقت الأمرين حتى شارفت اليأس، من تعقيد في الحصول على مساعدتها، خاصة إن كانت أرملة وأم أطفال، أو مطلقة وحيدة، أو يتيمة لا حول لها ولا قوة، إلا السعي خلف لقمة العيش. وفي المقابل هناك عاجزات كبيرات في السن، أو ممن يمنعهن الحياء من الخروج ومزاحمة الرجال، يغامرن بمخصصاتهن المالية، عندما يوكلن من يجلبها لهن من «البعيد» أياً كان مكانه، وغالباً بأجر معلوم إذا ما كان الرسول أميناً في إيصال الأمانة إلى أصحابها. ورغم مرارة تنقل المستفيدين في ظروفهم الصعبة، تظهر بعض المفارقات الطريفة، فالمستفيدون يسكنون بدر الجنوب، ويتزاحمون عند الصراف الآلي في حبونا في ذات الوقت، وعند بعضهم يكون يوم صرف المساعدة أنكد الأيام وأصعبها طيلة الشهر، في حين يرتاح في بقية الأيام من عناء الصرف والبحث عن وسيلة للوصول إليها وهي بين يديه. المستفيدون من مساعدات الضمان الاجتماعي في بدر الجنوب طالبوا بصوت واحد من البنك المعني بصرف إعاناتهم استحداث أجهزة صرف في بدر الجنوب في أسرع وقت، ليكفيهم عناء الترحال لأموالهم التي لا يمكن صرفها إلا من صرافات بنك واحد، وهي التي لا تتوفر في بدر الجنوب، في تجاهل واضح لحقوق المستفيدن هناك. سالم مبارك علا، وناصر سالم آل سالم، أكدا أن المستفيدين من الضمان والأهالي عموما في بدر الجنوب، طالبوا بتوفير مكائن صرف آلي للبنك المعني، إلا أن المسؤولين في البنك يتحججون بوعورة الطريق إلى المحافظة، وخطورة الطريق من الناحية الأمنية، مشيرين إلى عدم صحة أعذارهم كوننا نعيش في بلد آمن، وتغذية الصرافات تتم عن طريق شركات أخرى.