انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة غريبة، تمثلت في احتفال عدد من المطلقات بطلاقهن في حفلات أشبه بحفلات الزفاف، وهن يرتدين أجمل الملابس وفي كامل زينتهن، وقد أحضرن مطربات لإحياء حفل الطلاق. وفي حين يستغرب الكثيرون هذه الظاهرة، إلا أن للسيدات اللائي يحتفلن بالطلاق أسبابهن، كما نرى من خلال الحالات التالية: يوم الانعتاق تقول السيدة ن. ك «40 عاما» تزوجت في سن الثامنة عشرة برجل أكبر مني بعشرة أعوام، لا ينجب وبخيل بشكل مقيت، حول حياتي إلى جحيم فكل يوم معه بألف يوم حتى أشعرني بأني من الأموات، إضافه إلى أسرته التي لا ترحم، حيث كنت بمثابة النكرة بينهم، مضت 22 عاما كالحة بالسواد والهموم والبكاء بسبب زوجي وأسرته التي تسكن فوقي، وبعد مشاكل لا تعد ولا تحصى واسترداد المهر علاوة على مبلغ حدده ليمنحني الطلاق، حصلت على طلاقي منه فشعرت بأن هذا اليوم هو يوم زفافي الفعلي، فأقمت حفلا فاخرا في منزل أسرتي أشبه بالزفاف، لأعوض يوم زفافي الذي اعتبرته يوم وفاتي، في حين أن هذا اليوم هو يوم الانعتاق من المشاكل. كان خطأ فادحا وتروي السيدة س. أ: عشت مع زوج طوال عشرة أعوام كانت أطول أيام عمري، كان يتعاطي المخدرات، ولا يعمل ويسلب مني نقودي بالقوة، وإذا امتنعت عن إعطائه المال كان يمنعني من عملي، فضلا عن ضربي المستمر بشكل يومي بسبب وبدون سبب، وزادت مشاكلي لأني رفضت أن أنجب منه، فقد كان زواجي منه خطأ فادحا، وبعد مساومة حقيرة طلب مني مائة ألف مقابل الطلاق، وبعد أن حصلت عليه أمضيت أسبوعا في منزل أسرتي دون إهانة أو ضرب، فشعرت باني إنسانه ذات كرامة وتملكني إحساس بأن هذه مناسبة لابد أن أحتفل عوضا عن حرماني طوال عشرة أعوام، وقد استغربت صديقاتي من المدعوات بعد أن عرفن أنه حفل طلاق، إلا أنهن تفهمن الأمر خصوصا المقربات مني، وكنا سعيدات، وأؤكد أن جميع من أقمن حفل طلاق كن تعيسات في حياتهن ويحق لهن أن يفرحن بطلاقهن. زير نساء وتقول ه. ج: أبلغ من العمر «20عاما» وأنا وحيدة أبي وأمي ومن أسرة مقتدرة ماديا، وكانت غلطة عمري أني أقدمت على الزواج رغم أن زوجي السابق كانت تربطني به علاقة حب قوية، فقد كان ابن خالتي، إلا أن مستواهم المادي ضعيف لا يقارن بمستوانا حتى تعليمه أقل من تعليمي، فلقد وجدت نفسي كأني في كوكب آخر مع شخص لا يمت للإنسانية بصلة، فقد كان زير نساء وله عدة طرق في العلاقات، فلا يكتفي بالهاتف أو الإنترنت والماسنجر والتلاقي معهن وإحضار صورهن إلى المنزل ومشاهدة الأفلام الإباحية، ومنعي من الذهاب لأهلي وإلغاء هاتفي النقال الخاص، ومنعي من التحدث مع أهلي وصديقاتي إلا بحضوره، مع أخذ مصروفي الذي يرسله لي والدي كل شهر لأنه يعرف ظروفه المادية، وفوق كل هذا كنت بمجرد التفوه بأي كلمة يضربني ضربا مبرحا، لتظل الآثار علي جسمي أكثر من أسبوع مع تهديده لي بأنه سوف يحبسني وبطريقة لا أتوقعها، وفي يوم سعدي جاء والدي فجأة بعد ضربي مباشرة ورأى الدم يخرج من أنفي وأصر على أن يعرف السبب وبعد معرفته به ضرب زوجي وأخذني وطالبه بالطلاق، وعن طريق محامي حصلت على الطلاق بصعوبة، فلم أجد بعد أن عادت إلي كرامتي المهدرة، إلا أن أحتفل بهذه المناسبة السعيدة، وعاهدت نفسي بألا أكرر تجربة الزواج مرة أخرى، وأشدّ على يد كل فتاة تعاني في حياتها الزوجية، وهي تعبر عن فرحتها بحريتها بحفل فاخر يعرف من خلاله الجميع مدى المعاناة التي كانت تعيشها.