جرت العادة أن يتلقى الأفراد دعوات الزفاف طوال أشهر السنة باستثناء شهر رمضان، إلا أن ما حدث هذا العام هو أمر غريب، فقد تعددت في شهر رمضان الحالي حفلات الزفاف. هذه الظاهرة استنكرها البعض وقبلها البعض، ولكن ما هي وجهة نظر من يقيمون زفافهم في رمضان؟. وللوقوف على تلك الآراء التقينا مع بعض الذين كانوا يستعدون لإقامة زفافهم في رمضان، والتقينا أيضا مع الآخرين غيرهم. نوال قالت: زفافي كان يوم 13 من شهر رمضان الحالي، وأقمت حفل زفافي في منزل أهل زوجي لأن مساحته كبيرة ويتسع لعدد كبير من المدعوين، ولا أرى بأسا في إقامة الزفاف بهذه الطريقة المهم أن نبدأ حياتنا في شهر مبارك، وقد تعمدنا أنا وزوجي أن نبدأ حياتنا من هذه الأيام الفضيلة، وقررنا أيضا أن يكون حفل زفافنا حفلا عاديا، وسيكون عليّ وجبة السحور. وأضافت قائلة: إني واجهت كثيرا من الاستغراب من صديقاتي، إلا أن الأمر لا يفرق معي بما أني أنا وزوجي مقتنعان فغير ذلك غير مهم، فالذي يهمني أن الزواج في رمضان غير محرم وهذا يجعلني أقيم زفافي في هذا الشهر بكل فخر. مهاد خالد قالت: أقمنا زفاف أختي الصغرى في رمضان الماضي في الأسبوع الأول، حيث كانت هذه رغبة أختي ووافقها زوجها، ونحن خضعنا لرغبتهما رغم أن أم زوجي لم تكن موافقة وسبب رفضها أن في هذه الأيام لا يمكن أن نحضر مطربة حتى تطرب حفل النساء، خاصة وهي تسعى لإقامة زفاف فاخر لابنة ابنها البكر ورغم ذلك أقنعناها وأقمنا الزفاف في استراحة خال العريس، وكان زفافا رائعا وتناول المدعوون طعام السحور عند الساعة الثالثة صباحا وكان الزفاف قد انتهى واستبدلنا المطربة بأشرطة إسلامية وقضت أختي مع زوجها شهر العسل بين مكة والمدينة المنورة، ومن العام الماضي إلى هذا العام أختي تعيش حياة سعيدة وتفتخر بأن زفافها كان في رمضان رغم استغراب الكثير وتخلي أغلب المدعوين، وكان العدد محدودا وأغلبهم من العائلتين. نمار إسماعيل قالت: أرفض أن أقيم زفافي في رمضان، فشهر رمضان شهر عبادة والوقت فيه ضيق جدا وأنا أطمح بأن يكون زفافي في فندق فاخر ومطربة وإذا أقمت زفافي في رمضان فلن أحظى بأي شيء من ذلك، صحيح سمعت عن بعض الفتيات يقمن زفافهن في رمضان واستغربت، إلا أنها قناعات تختلف من شخص لآخر، فمن وجهه نظري شهر رمضان ليس شهرا للزفاف إنما هو شهر للعبادة والصوم. وتقول وداد الغامدي: لم أسمع عن زفاف أقيم في شهر رمضان وهذه الفكرة رغم أنها غير محرمة إلا أنها لا تجد عندي قبولا، خاصة أني حضرت وقد كانت هناك لي تجربة، ففي يوم من أيام رمضان حضرت سابع طفل إحدى قريباتي وكانت الزفة غير زفات الأيام الماضية. وتوضح ابتهال ناجي قائلة: بنت عمي تزوجت في شهر رمضان الماضي وتحديدا في العشر الأواخر، ورغم اعتراض الجميع إلا أنها أصرت حتى أنها هددت عريسها إذا لم يقم الزفاف في شهر رمضان سوف تغلي فكرة الزواج فوافق، ووسط رفض الجميع أقيم الزفاف في منزل والدها ولم يحضره سوى أسرتنا وأسرة العريس، والامتعاض كان باديا على وجوه أهل العريس ومستسلمين وتناول الجميع السحور وذهبوا إلى منازلهم حوالي الثانية والنصف صباحا، وكانت العروس سعيدة جدا على عكس عريسها وإلى اليوم رغم مرور ثلاث أعوام على زفافها لا أحد يعرف سبب إصرارها علي إقامة حفل الزفاف في شهر رمضان. وفيما تقول سميرة: أقمت زفافي في شهر رمضان الماضي رغم رفض الجميع، ولأن هذا الأمر يخصني أنا وزوجي فقط أصرينا على ذلك مع أن أم زوجي كانت مشترطة أن تأتي بمطربة في حفلنا وأحمد الله بأن كل مطربة اتصلت بها لتتفق معها على الحفل كانت ترفض الغناء في شهر رمضان، وبذلك حققت حلمي أن يكون زفافي بسيطا غير مكلف ولا يحوي على البهرجة والتظاهر الفارغ، رغم أن والدي رجل ميسور جدا وكل من عرف بطريقة زفافي استغرب. إقامة حفل الزفاف في رمضان استهتار، هكذا بدأت داليا أحمد رأيها، وتابعت تقول باستغراب: رمضان شهر عبادة وليس شهر زفاف ولو افترضنا بعض حالات الزفاف قد أقيمت في هذا الشهر بالتأكيد سيكون عددها محدودا وحتى المدعوين لها أيضا عددهم محدود لأن الجميع متفرغ للعبادة في هذه الليالي. وتضيف نجوى غالب قائلة: لا أتنمى أن يكون زفافي في شهر رمضان لأنه شهر مقدس وشهر للعبادة والتأمل وبعد نهايته تكون الفرحة فرحتين فرحة بالعيد وفرحة بالزواج. آمنة العباسي منشدة إسلامية قالت: فكرة الزفاف في شهر رمضان ليست محرمة ولكنها غير مقبولة اجتماعيا، فجميع من يسمع عن زفاف في رمضان تعتلي وجهه الدهشة والاستغراب، علما بأن الوضع طبيعي وأنا شخصيا قد كانت لي تجربتان في هذا الموضوع، حيث انشدت في أول زفاف كان قبل عشرة أعوام وكان في أحد القاعات وتناول المدعوات السحور، فيما كان الزفاف الثاني قبل ثلاث أعوام وكان في قاعة أحد الفنادق، وقد كانت ظروف العروسين أن كليهما مبتعثان في الخارج، وليس أمامهما قبل العودة إلى بعثتهما سوى أيام قليلة كانت في شهر رمضان. وأخيرا قالت مضاوي القصيمي مسؤولة قاعة زفاف في أحد فنادق في جدة: لم يحدث إقامة أي زفاف في رمضان مطلقا، فجميع الحفلات التي تقام في القاعات الكبرى هي حفلات إفطار خاصة واجتماعات لشركات وبازارات وحفلات الزفاف تبدأ من اليوم الثاني من عيد الفطر المبارك وتستمر طوال العام باستثناء الشهر المبارك.