يدخل عبد الرحمن الحداد ومهند الخماس ويزيد الغامدي مع زملاء لهم من مختلف المناطق في تحد خاص، فإجازتهم هذا العام مختلفة، وفي الوقت نفسه تختلف عن سابقاتها التي طالما كانت تضيع بين النوم ومشاهدة التلفاز وهدرالوقت في ما لاطائل من ورائه، وذلك في ظل مؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله للموهبة والإبداع (موهبة) التي قررت أن تحول صيف الشباب الموهوبين من طلاب المتوسطة والثانوية، إلى مساحة زمنية تنمي فيها القدرات الإبداعية وتملأ أوقاتهم بالنافع المفيد، وهي خطوة في الاتجاه الصحيح نحو استثمار طاقات الشباب الموهوبين أثناء الإجازة الصيفية وتنمية مهاراتهم الفكرية وتطوير لغاتهم. ويمثل برنامج جامعة الملك عبد العزيز في جدة أحد 36 برنامجا تنفذها المؤسسة في جميع مدن المملكة، ويستفيد منها 1800طالب وطالبة، ويتميز البرنامج بدورات مكثفة يكتسب من خلالها الطالب مهارات وخبرات بأسلوب بسيط ومحبب وفق حديث رئيس الملتقى في جامعة الملك عبدالعزيز الدكتور ضياء العثماني، مبينا أن الجامعة تستضيف 65 طالبا في المرحلة الثانوية وتقيم لهم برنامجا متكاملا لمدة شهر واحد يشمل أربعة محاور رئيسية تبدأ ببرامج تطوير الذات من خلال جدول محاضرات يومي يبدأ من الثامنة صباحا وينتهي في الثانية عشر ظهرا، إضافة لدورة مكثفة في تقوية اللغة الإنجليزية في أحد المعاهد المتخصصة في مدينة جدة، وهو مكمل للبرنامج الصباحي في الفترة مابين الثانية إلى الرابعة عصرا، فيما يشتمل البرنامج على دورتين في مجال الإلكترونيات والدوائر المغلقة وأسلوب بنائها بطريقة تتناسب مع أعمارهم ويشرف عليها المهندس أمجد الحجار. سباق الريبوت وتتمحور الجزئية الثانية من البرنامج حول تقنية «الريبوتكس» ويهدف لتعليم الطالب علم الميكانيكا والتحكم والبرمجة والإستفادة من الريبوت بشكل ينمي قدراته العقلية، ويستطيع أن يبتكر على المستوى الشكل الخارجي وطريقة التكنيك والبرمجة حيث تم تقسيم المشاركين في الملتقى إلى مجموعات كل مجموعة، يتابعها مشرف من الجامعة وكل فريق يتعامل مع الريبوت وتطويره وتحديث برمجته وفق رؤيته، ويتم التباري حول الريبوت الأقوى في آخر أيام الملتقى عبر صراع الحلبة ما يشكل حافزا كبيرا للطلاب المشاركين لتشغيل عقولهم والإطلاع على المزيد من التجارب، ما من شأنه أن ينعكس على تعاطيهم مع الدراسة وعلى مستقبلهم لإكمال تعليهم للوصول إلى أعلى المراتب العملية. وأوضح العباسي أن اختيار الطلاب المشاركين في الملتقى جاء عن طريق أداء اختبار القدرات، إضافة لترشيح المدارس للطلاب المتميزين والبعض الآخر عبر الموقع الإلكتروني، وبعد الفرز تم اختيار مجموعة من الطلبة ووزعوا على مجموعات ليستفيدوا من هذا البرنامج. درجات وأهداف وأعلن العثماني عن إحراز بعض الطلاب المشاركين في هذا الملتقى الدرجات الكاملة في مجال التقنية والإلكترونيات ما يدل على استفادتهم من هذه البرامج، مشيرا إلى إحراز كل من مشاري العسيمي وأحمد آل سيف العلامة الكاملة، بينما حقق كل من محمد على مفرح ونواف البالي ويوسف الشريف 29 درجة بفارق درجة واحدة من العلامة الكاملة وهو مؤشر جيد على مستوى الطلاب المشاركين. وعرج العثماني إلى تبيان الهدف الرئيس من الملتقى والمتمثل في فتح آفاق جديدة أمام الطلاب وتشجيعهم على الإبداع والتفكير الخلاق ونحن لانوجه الطالب نحو برنامج معين، ولكننا نترك له الحرية في اختياراته فالإستفادة من هذا البرنامج ذاتية ومن خلاها يمكن أن تتغير حياة الطالب نحو الأفضل، مشيدا بدور الجامعة التي تكلفت باستضافة المشروع وتسكين الطلبة المشاركين في السكن الجامعي، وفتحت قاعاتها ومعاملها للطلاب، وتطوع عدد من أساتذتها لمساعدة الطلاب في البرنامج الذي يعيش عامه السابع ويشهد إقبالا منقطع النظير من جميع أرجاء المملكة، وهو أنموذج حي لضرورة تكثيف إقامة الملتقيات للطلبة المتميزين والموهوبين في شتى المجالات، بما يعود عليهم بالنفع وأسرهم ومجتمعهم ووطنهم، إضافة لدور مؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله التي مولت المشروع. برنامج إثرائي من جانب آخر عبر كل من الطالب محمد حميد عبد الله المالكي ويزيد الغامدي ومشاري العسيمي عن استفادتهم الكبرى من البرنامج من خلال الدورات التي تلقوها بشكل مكثف، إضافة للتعود على الأجواء الإسلامية والأخوية التي تحيط بأفراد المجموعة واكتساب المزيد من الصداقات والمهارات، ما سيكون له أكبر الأثر في حياتهم الدراسية والعملية، مؤكدين أن البرنامج شامل وغني بالجوانب النظرية والعملية والتطويرية وحتى الترفيهية، داعين الجهات الداعمة إلى إقامة مثل هذه البرامج ومحاولة إلحاق الشباب بها تكون جيل مستقبل يعرف كيف يفكر، حتى يستفيدوا من إجازتهم الصيفية على المستوى العلمي والمعرفي.