سلم صحافي نفسه للحقوق المدنية في الطائف، بعد أن ظل هاربا من مطالبات الدائنين خمسة أعوام. وقالت زوجته (أم سامي) إن المبالغ التي استدانها زوجها ظلت تلازمه حتى أسلمته لحالة نفسية، أضطر معها لترك عمله والذهاب إلى الحرم المكي هربا من الجميع. وروت وهي تكفكف دموعها أن زوجها كان يعمل في صحة الطائف، إضافة إلى عمله محررا في صحيفة محلية، فيما كان يعول أسرته المكونة من طفليه ووالدته وإخوته الصغار بعد وفاة والده، إلا أن ضيق ذات اليد أضطره للانتقال من مكان لآخر، ومن منزل إلى منزل بعيدا عن ملاحقة الدائنين، حتى تم فصله من عمله، فأصبحنا عاجزين في كثير من الأحيان عن توفير العلاج والمتطلبات الأساسية لطفلينا فضلا عن إطعامهما. وتستطرد قائلة أدخلت زوجي مستشفى الأمراض النفسية في شهار بعد أن تردت حالته النفسية، وذلك في ظل عدم وجود سكن أو سيارة أو مصدر دخل نقتات منه حتى أن ابننا «سامي» لم نتمكن من إضافته في بطاقة العائلة حتى الآن، ما تسبب لنا في معاناة كبيرة في قبوله في المدرسة، وكذا الحال بالنسبة لابنتنا الصغيرة لانتهاء تاريخ بطاقة والدهما، والتي لم يستطع تجديدها بسبب مطالبات الدائنين بديونهم التي قاربت ال( 200 ألف ريال)، الأمر الذي منعه حتى من الخروج إلى الشارع، سيما وقد صدر صك من المحكمة الشرعية في الطائف بهذه الديون وأصبحنا مطلوبين من الحقوق المدنية. وتختم الزوجة معاناتها قائلة زوجي الآن مريض نفسيا، وفيما لو زج به في السجن لأفضى ذلك إلى ضياعنا.