| تباينت الآراء حول مسألة الاستدانة من أجل اتمام مراسم الزواج في وقتنا الراهن.. ويرى هؤلاء ان الديون ذل بالنهار وهم بالليل، وقالوا ان الدخول في الدين ربما يقوض عش الزوجية وقد يقود الى الزج بالزوج خلف القضبان في حالة عدم السداد او المماطلة.. بينما يرى الفريق الآخر أن الاستدانة شر لابد منه شريطة أن تكون في الحدود المعقولة التي لا تثقل كاهل العريس وتدخله في دوامة المطاردة من قبل الدائنين واصحاب الحقوق. وحول ذلك أقول : لقد حث الاسلام على الزواج ورغب فيه وأمر النبي صلى الله عليه وسلم الشباب بالزواج وحثهم عليه حيث قال (يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه اغض للبصر وأحصن للفرج..) الحديث.. وعليه فانه على جميع الشباب المسارعة في الزواج ومتابعة سنته صلي الله عليه وسلم وحيث اننا نعيش في عصر يفرض علينا التزامات لا يمكن أن يتنصل منها الشباب وعليه فاني ارى ان الشباب الذي لا يستطيع الزواج بسبب الحالة المادية لا مانع من الاستدانة لتيسير أموره واتمام زواجه لأن الاستدانة حل لهذه المشكلة وان كانت حلاً جزئياً فانها كما يقال شر لابد منه.. ولكن الاستدانة الضرورية وليست الاستدانة التي تجعله يعجز عن تسديد ما استدانه.. وذلك لأن الراغب في الزواج وان كان لا يريد المغالاة في طلبات الزواج فإنه لا محالة سوف يحتاج الى تأمين منزل ومهر وحفل زفاف وسيارة ومهما كانت هذه الطلبات بسيطة ومتواضعة فانها لا تخلو من التكلفة المادية التي لا يجدها الشاب بسهولة. ومن هنا لابد على الشاب بالموازنة بين الديون وتكاليف الزواج وعليه الاستدانة بالقدر الذي يتوازن مع دخله الشهري لكي يستطيع الاعتماد على نفسه في تسديد الديون والانفاق على أسرته بوسطية في آن واحد وبدون تعارض. وفي الدارج ان المستدين يمضي ليله وهو يفكر كيف سيسدد دينه؟ ومن اين؟ واما في النهار فإن من استدان منهم يلاحقونه بنظراتهم وعباراتهم المباشرة وغير المباشرة وعندها تصبح الحياة (مرة كالحنظل) ومن هنا فإن الحكمة التي يرددها الكبار تقول (مد رجليك على قدر لحافك) وقال جل من قائل (لا يكلف الله نفساً إلا وسعها) . والله الهادي الى سواء السبيل. همسة: (أفضل لك أن تنام من غير عشاء من أن تستيقظ من نومك وعليك ديون) .