في دول العالم الأول يلحظ زائرها قبل مواطنها مدى الخدمات التي تقدمها بلدياتها حتى يتذكر الزائر من دول العالم الثالث أن المساحات الخضراء والحدائق والملاعب ومصارف الأمطار والأرصفة في الشوارع ليست أمورا من ضرب الأحلام ولا الخيال يتغنى بها الكاتب في بلاده بل هي واقع حقيقي وليست من الترف. على سبيل المثال، ففي مدينة كميامي تبهرك طريقة زراعة النخيل وانتظامها على خط واحد في الشارع الواحد وكيف هي بطول واحد، فإذا وقفت أمام واحدة فلن ترى الثانية ولا التي تليهما من شدة الدقة في الزراعة والعناية بالنخلة منذ غرسها كشتلة حتى أصبحت بطول سبعة أمتار. طبعا العناية بالأشجار ليست سرا نوويا ولا تحتاج لمعادلة صعبة بل لمجموعة سنادات خشبية تحيط بالنخلة منذ غرسها كشتلة تزال منها بعد أن يشتد جذعها، أي يعود الأمر للفكر والتنوير. ما ذكرته يدل على مدى اهتمام تلك البلديات بتجميل المدن. وليست الولاياتالمتحدةالأمريكية الدولة الوحيدة المتميزة بدقة وروعة العناية بمدنها؛ بل كل مدن دول العالم الأول تتنافس في ذلك، فباريس تغسل أطراف شوارعها يوميا بنظام تم إنشاؤه منذ عشرات السنين روعي فيه ميول الشوارع لجريان المياه، والحديث ينطبق على خدمات شديدة الارتباط بحياة المواطن اليومية من الصحة والمرور والمواصلات إلى شركات الطيران والمطارات.. الخ. هذه الدول تعطي رسالة أن مظهر مدنها هو عنوان هويتها ومكانتها في المجتمع الدولي، وأن لمواطنها حقا على بلدياتها من لحظة خروجه من بيته وحتى عودته إليه مرة أخرى. ومعظم ما نلمسه من خدمات لدينا إذا قارنها زائر من تلك الدول بمدينته سيصاب بالذهول، لنتساءل أين أبناؤنا بعدما ينهون دراساتهم في تلك الدول، هم يعودون بعد تخرجهم لكننا لا نلحظ شيئا تغير في شوارع مدننا ولا في كثير من الأجهزة وبالذات الخدمية، أما من خطط تنموية تحدد كيفية استثمارهم بعد عودتهم ليطبقوا ما شاهدوه وعاشوه هناك، ومن المسؤول عن عدم تطبيق ذلك؟، فالابتعاث يستفيد منه الطالب، لكن لم يستفد منه البلد كما ينبغي. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 102 مسافة ثم الرسالة