هناك شعور يقلقني في علاقتي مع صديقي، وهو شعور صديقي بأني ( ضعيف شخصية وأخاف من تصرفاته تجاهي، وأخاف من الذهاب معه دون اصطحاب ثالث، وأخاف من أن يتحرش بي جنسيا، وأخاف من أن يجرح مشاعري، وأخاف ... وأخاف... ) وبعد هذا الشعور يحاول مراعاة ذلك ويحاول أن يبين لي أنه لا خوف علي منه. ماهو الحل كي أعدل نظرته لي ؟ وأزيل شكه تجاهي؟ وأيضا كيف أزيد من معدل ثقتي بنفسي أمامه؟ تتيح لنا رسالتك التحدث عن الصداقة لأن كثيرين بيننا يحمل مفهوما «غامضا» أو صورة مثالية عنها. تعني الصداقة أن تكون بصحبة شخص تربطك به علاقة حميمة، تتوافر فيها عدد من الصفات منها: الثقة المتبادلة، المساعدة وقت الحاجة، الفهم المتبادل، الاهتمامات والقيم المشتركة، الصراحة وأن يكون الوجه بلا قناع، والتمتع بصحبة تسودها المسرة والمودة والتعاطف الوجداني. وتشكل الحاجة إلى «الانتماء» أهم عوامل الصداقة، والانتماء والصداقة كلاهما مدفوع بهدف بسيط وعام، هو الحصول على أعلى نسبة من «الأرباح» " وأقل «الخسارة» بالمفهوم المعنوي وليس المادي. والصديق الصادق هو الذي يطري فيك ايجابياتك بهدف تعزيزها، وينبهك إلى سلبياتك بهدف تقويمها، والصديق الحقيقي يعمل على أن يعطي لصديقه أكثر مما يأخذ منه، ولكن إلى حدود. لكن واقع العلاقة بينكما ينخره الشك وانعدام الثقة، إلى درجة إثارة هواجس الخوف من اعتدائه الجنسي عليك.. التي تصور لك الأمر وكأنه يظهر لك الصداقة ليستدرجك و « يغتصبك !» .فأي صداقة هذه ! وأي ضعف حال هذا ! . لنفترض أنه يوهمك بصداقته لك ليستدرجك .. فهل أنت من الضعف بحيث تستسلم له؟! . إن الحل العملي لشكوكك وهواجسك هو أن تختبرها في مواقف واقعية .. أن تذهب معه مثلا «إلى المكان الذي يريده، فإن صدقت شكوكك وصارت يقينا» ، عندها ستتركه غير نادم على صداقته، وإن وجدت أن شكوكك كانت مجرد أوهام، عندها ستكونان سويا على جادة الصداقة .. وستبدأ باستعادة ثقتك بنفسك.