يستهويه الحوار لدرجة أن يذهب الوقت دون أن يتنبه، ويبحر في الفكر قراءة وكتابة، ويستلهم من الغزل وجدانه وتدفق به عاطفته، بيد أن لا صداقة تجمعه مع الرياضة، وعلاقته بالحاسب تحكمه المصلحة الضيقة.. هذا هو الأستاذ الدكتور عبد الرحمن بن زيد الزنيدي أستاذ الثقافة الإسلامية بجامعة الإمام محمد بن سعود في الرياض. يقول : هوايتي القراءة، والحوار الفكري مع من التقي معهم في الاهتمام، لدرجة أنني أحيانا أبقى مع بعض الزملاء في القسم بعد الظهر في حوار ونقاش لا ننته منه إلا على أذان العصر أو أنين هواتف بعض الأهالي يشتكون التأخر. وقراءاتي في مجال الفكر تحديدا مناهجه، وقضاياه، ومذهبياته، ونحوها؛ فيها أقرأ، وفيها أيضا أكتب، وإن كان ذلك لا يعني عدم الاهتمام بالقضايا الاجتماعية إذ أقرأ فيها وأكتب. ويرى الزنيدي أن شعر الغزل معبر عن الانفعال الفطري الإنساني تجاه الآخر، ويرى الصورة النموذجية له، ويتسامى بصاحبه نحو ما يحببه لمحبوبه بعيدا عن الفحش والتقحم في المآثم. بيد أنه ليس لديه شعراء مفضلون بأعيانهم (لكني أنفعل أكثر بشعر الشعراء العذريين). يحرص الزنيدي على المجلات الفكرية العربية والمترجمة، ويهتم بصفحة الرأي وما يقابلها في الصحف الأخرى. ويقول عن نفسه «أنا أبعد ما أكون عن الرياضة صغيرا وكبيرا ممارسة أو تشجيعا، على الرغم من تأكيد الأطباء على ممارسة الرياضة خاصة المشي بالنسبة لي». وعلى الرغم من أن الأسفار إذا كثرت تشل أصحاب الاهتمامات الفكرية عنها إلا أنني الكلام للزنيدي أهوى السفر سواء لغايات ثقافية كالمؤتمرات والملتقيات أو علمية كالدورات. وأعتقد أن السفر يفتح للإنسان آفاقا فكرية ونفسية لا تفتحها القراءة للكتب ولا حتى البرامج الإعلامية. وقد سافرت إلى بلاد كثيرة بحمد الله في مختلف القارات، وأنا أتكيف مع الوضع الذي أنا فيه سكنا وبرنامجا وأشخاصا ولهذا لا أعاني كثيرا على الرغم من كثرة أسفاري مما يتضايق منه بعض الناس في أسفارهم، وهذه نعمة يدركها من يعايش أمثال هؤلاء. ويضيف: أنا ممن يمكن تصنيفه من جيل ما قبل الحاسب لكني مع ذلك أعول عليه في تتبع بعض القضايا، واقتناص الأفكار السريعة، وتبادل الرسائل ونحوها.