«نواف الشلهوب.. شاب يعشق الشعر ولا يرضى طريقا آخر غير العشق للوصول مع محبوبه الشعر» هكذا قدم مهندس الكلمة ومدرسة الشعر بدر بن عبد المحسن الشاعر الشاب نواف الشلهوب في ديوانه الأول (بياض). وأضاف الأمير بدر «عندما زارني لأول مرة لفت نظري توهج ملامحه وهو يلقي علي بعض قصائده.. كأنه يريد أن يزيدني قناعة بجمال المعشوق.. أي الشعر.. أكثر من العاشق.. الذي هو نواف، وعندما ودعني ترك لي ديوانه الأول (بياض) وذهب لمحبوبه». البدر الذي اعتاد توجيه وتشجيع الكثير من الشعراء الشباب قال: «أعرف أن من واجبي أن أكتب عن نواف الشلهوب الشاعر لا عن نواف الشلهوب العاشق.. ولكن صعب علي الفصل بين شعر نواف وعشقه.. كيف استطيع أن أكتب عن الشاعر نواف الشلهوب اليوم دون أن أضعه غدا في اعتباري.. ومن يحمل كل هذا الحب للشعر يجب أن يكتب عن ما سيبدعه غدا وليس عن ما كتبه بالأمس». وتوقع البدر «أن نواف الشهلوب يطرق بوابة الشعر بعنف ولن يظل خارج أسواره طويلا.. ولا بأس في أن نستمتع الآن بالطرق العنيف وننتظر ما ستأتي به الأيام من قصيد نواف». وأختتم البدر مقدمته لديوان الشلهوب بقوله: «دعوني أدخر ما سأكتبه عن نواف للأيام المقبلة إن شاء الله .. نواف قادم فانتظروه». نواف الشلهوب بدأ ديوانه بإهداء شعري يقول فيه: بعضه غزل بعضه هيام بعضه هزل وبعضه ملام بعضه كتبته في سفر وبعضه كتبني في ظلام وبعضه كتبته في سفر وبعضه كتبني في الرياض والبعض في جدة انكتب مير المهم كله بياض بهذه المقدمة كسر الشلهوب القواعد التي تبدأ بها الكثير من الدواوين الشعرية وأسقط من حسابات القارئ هيمنة الشعراء على الكثير من القضايا وإغفال العشق والغرام وكأنه جرم يدان به الشاعر. من الصعوبة تعريف الشعر فهو حالة تعتري الشاعر لا يحدد لها وقت ولا طقوس ولا ترجمان، وعندما نعيش الشعر بحقيقته الجميلة نجد الحياة أكثر جمالا ومتعة؛ ولكن الشلهوب عبر عن ذلك بشعر مختلف حيث قال: الشعر هذا من عرفته وأنا حي حي بطريقة تختلف عن حياتي يتنفسونه ضي واتنفسه ضي وأفرح لهم مادام سوو سواتي ناس تعشق الشعر لو كان به غي وتعشق ثرى راعيه بشعور عاتي هكذا يرى نواف الشلهوب الشعر كالضي الذي لا يرى وإنما يتنفس وهذا يدل على إيمانه بما يفعله الشعر في حال الشاعر ولم يكتف الشلهوب بوصفه بل زاد عليه بقوله: يحق لك مادام تجذب صبايا فوق انك اللي دوم تشبع غروري أكتبك كني طفل يفتح هدايا وأختم أبياتك وأنا حاضن سروري والصخور اللي شكا منها سوايا كنها لأجلك وأنا أنحت صخوري خلد إحساسي بعد غزو المنايا ولا اسمي يا قصيدي مو ضروري ولم يتوقف الشلهوب عند إصدار ديوانه الأول بياض، بل كانت باكورة نتاجه الغنائي قصيدة «كيف حالك» التي شدى بها الفنان عباس إبراهيم من الحان الدكتور عبد الرب إدريس، وحازت على رضى محبي الطرب الأصيل والأغاني المكبله الطربية، وحققت انتشارا واسعا، بل إنها قدمت الشلهوب كشاعر غنائي مميز.