سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الرسالة وثيقة تاريخية تدق ناقوس الخطر .. وقيمة تمازج بين الفلسطينيين والمسؤوليات أصداء إيجابية واسعة لرسالة الملك إلى مؤتمري فتح ..مسلمون وعرب ل «عكاظ»:
حظيت الرسالة التي بعث بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للرئيس الفلسطيني محمود عباس وأعضاء المؤتمر السادس لحركة فتح المجتمعين في بيت لحم، بأصداء واسعة، إذ استشعر عبرها ما يحيق بالأشقاء الفلسطينيين، وما يعتري وحدة صفهم من تشرذم، وطالبهم بالعمل على جمع كلمتهم وإنهاء خلافاتهم. وتقاطرت ردود فعل إسلامية وعربية وفلسطينية إيجابية معضدة دعوة الملك، إذ ذهب جمع من الساسة في الدول الإسلامية والعربية والعالمية إلى التأكيد عبر «عكاظ» بأن الرسالة البليغة وضعت جميع التيارات والفصائل الفلسطينية أمام مسؤولياتها، مكرسة ضرورة تعميق أسس الوحدة وإنهاء الانقسام والصراعات الداخلية، لتقدم مصالح الشعب الفلسطيني على الأهواء كافة. ضمن هذا السياق، أوضح الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي البروفيسور أكمل الدين إحسان أوغلي أن الملك عبدالله لمس خطورة الانقسام المستشري في النسيج الفلسطيني، فاستحلفهم أن يرعووا والانحياز لما هو واجب، وما يمليه الضمير الوطني تجاه قضية تشغل ملايين المسلمين والعرب ممن يحرصون على رؤية الزعامات الفلسطينية متماسكة تناضل من أجل الحقوق المشروعة. واسترسل أن الملك عبدالله وجه في خطابه رسالة بليغة إلى الشعب الفلسطيني فحواها أنها هي الأكثر قدرة على ضمان تكريس الوحدة والاستقرار إذا تكاتفت الأطراف ووضعت خلافتها جانبا. أما وزير الخارجية الباكستاني محمود قريشي، فذكر أن خادم الحرمين الشريفين عبر في رسالته عن مشاعر كل فرد من أبناء الأمتين الإسلامية والعربية, باعتبار أن القضية الفلسطينية ليست قضية فئوية, بل هي قضية المسلمين الأولى. وأردف: إن اهتمام الملك عبدالله بالقضية الفلسطينية ليس وليد اليوم، فالمملكة وضعت هذه القضية في أولى أولوياتها في المحافل الدولية, واصفا الرسالة بأنها وثيقة تاريخية غير مسبوقة. ومحص مساعد الأمين العام لجامعة الدول العربية للشؤون الفلسطينية السفير محمد صبيح ثنايا الخطاب مقرا بأنه وضع النقاط على الحروف، مطالبا الفصائل سرعة الاستجابة لنداء الملك عبدالله توطئة لبلوغ الغاية المرجوة وصولا إلى إنهاء الاحتقان الفلسطيني. من ناحيته، أيد الدكتور صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين ما ورد في الرسالة، مؤكدا أن الرسالة تعبر عن موقف واضح، وهو ضرورة سرعة إنهاء التشرذم الفلسطيني الأمر الذي تسعى إليه السلطة الفلسطينية جاهدة من خلال حوار القاهرة. وتابع أن الرسالة تشكل دعوة عربية صادقة وجادة تضع جميع التيارات والفصائل الفلسطينية أمام مسؤولياتها، معربا عن أمله في أن تمثل الدعوة حافزا لجميع الفصائل ليضطلعوا بالدور المنوط بهم لتعزيز الوحدة وإنهاء حالة الانقسام الفلسطيني الداخلي. وثمن القيادي في حركة حماس مشير المصري مناشدة الملك عبدالله مشيرا إلى أنه انتهز فرصة مؤتمر فتح العام في بيت لحم وخاطب العقول والقلوب فكان يمازج بين احتياجات الفلسطينيين والالتزامات والمسؤوليات الجسيمة الملقاة على عاتقهم، كما أنه حمل دائما الهم الفلسطيني إلى المحافل الدولية للحفاظ على حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة عبر إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس. وأعرب عن استعداد الحركة للوصول إلى مصالحة فلسطينية تعمل على إنهاء الخلافات وتعزيز الوحدة الفلسطينية، مشيرا إلى أن الحركة حرصت في حوار القاهرة على الوصول إلى المصالحة الشاملة التي ينشدها الجميع. وأبرز القيادي في حركة الجهاد نافذ عزام تأثير الرسالة بوصفها قيمة تستحق بامتياز أن يطلق عليها الخطاب التاريخي الموجه لممثلي الشعب الفلسطيني، معلنا دعمه لفحواها وحرص الحركة على تعزيز الوحدة والوصول إلى المصالحة لإغلاق الطريق على العدو المتربص بالقضية.