هل يحرص المتزوجون الجدد على دعوة أكبر عدد ممكن من أقاربهم ومعارفهم من أجل «الرفد»؟. لا يبدو أن هذا السؤال له إجابة إيجابية، فالمتزوج يسعد بمشاركة الآخرين له فرحتهم قبل أن يشاركونه تكاليف زواجه. والرفد عادة ضاربة بجذورها عمق الثقافة المحلية، وتختلف مسمياتها باختلاف المكان وربما القبيلة. ومن بين هذه المسميات «النفعة»، «الواجب»، «القويدة»، «البركة» أو «الواجب» تعددت الأسماء وبقى مضمونه وطريقة أدائه واحدة، هي تقديم المعونة المادية أو العينية للمتزوج. وفي الجنوب يقدم الرفد للعريس في ليلة زواجه، من باب واجب الوقوف مع المتزوج ومساعدته ماديا ومعنويا، بعدها يصطف الحضور من الضيوف وأقارب المتزوج لعرض الفنون الشعبية على قرع الطبول. وتختلف العادات عند تقديم الرفد فهناك من يقدمها نقدا، وآخرون يقدمونها عينية، كأن يقدم للمتزوج بعض رؤوس الضان، بدلا من المبالغ النقدية. ولا يبتعد هذا العمل عن كونه بابا من أبواب التكافل الاجتماعي، خصوصا أن تكاليف الزواج الباهضة تفرض على المتزوج الدخول في نفق الاقتراض، لكن البعض يرون في هذه العادة جانبا سلبيا يتمثل في اعتماد بعض المتزوجين على هذا الدخل الغيبي المتوقع ويبني عليها الكثير من حساباته. ويرى عبد الله آل نملان – موظف حكومي – أن الرفد عادة إيجابية متوارثة، وهي بمثابة الهدية التكافلية التي تساعد العريس على قضاء حوائجه والتزاماته المالية، كما أنها تفرض نوعا من الترابط الاجتماعي بين الأفراد. فيما يرى محمد بن سلطان – معلم - أن هذه العادة بدأت تختفي تدريجيا في ظل الظروف المادية الصعبة التي يعاني منها البعض. ويضيف «تحولت أخيرا من مساعدة إلى عادة رسمية قد تصل إلى العتب واللوم على من يتركها». وقد تكون هذه العادة عائقا أمام البعض عن حضور المناسبات، بسبب عدم القدرة على تقديم المساعدة، وتجنب أن يوصم بالبخل، كما يقول المعلم سعد آل ماعز.