لم أصدق نفسي حين قرأت رسالة إلكترونية تحتوي على مقالة جميلة وجريئة بقلم الشيخ سليمان بن أحمد بن علي الدويش بعنوان (أين المليارات ؟)، أعتقدت في البداية أن المقالة ملفقة وقد زورها خصومه من العلمانيين والليبراليين لتوريطه فذهبت فورا إلى مصدر النشر (جريدة الوئام الإلكترونية) لأجد أن الشيخ الدويش بشحمه ولحمه هو من كتب تلك المقالة النارية التي تكشف صورا متعددة لضعف الخدمات الصحية في البلاد. لقد استل الدويش سيفه البتار الذي خصصه طوال السنوات الماضية لضرب الليبراليين والعلمانيين ومن يظن أنهم من دعاة الاختلاط والسفور ليضرب به هذه المرة مواطن الخلل حيث دافع بكل شراسة عن حق المواطن في الحصول على العلاج المجاني دون أن يضطر لتوسل الآخرين، وتساءل بشجاعة تستحق التقدير عن مصير المليارات التي يتم إقرارها سنويا لصالح الخدمات الصحية، واستعرض صورا من المشاهد التي عايشها شخصيا خلال مروره بوعكة صحية وتلقيه العلاج في أحد المستشفيات. ولولا أنني أرجح أن تجربة المرض وما صاحبها من مشاهدات مؤلمة هي التي دفعت الشيخ لكتابة مقالته الساخنة لقلت أن الدويش لكثرة رصده ومتابعته لكتابات الصحفيين والمثقفين الذين يتهمهم بالزندقة والعلمنة قد تأثر دون أن يدري بأفكارهم فتغيرت أجندته وأصبح يلتفت إلى قضايا الفساد والفقر والبطالة وتردي الخدمات بدلا من أجندته الدائمة والمتمثلة في قضايا مكافحة الاختلاط ومحاربة السينما ومكافحة المسرح ومطاردة الغناء!. لم أعهد من شيخنا الدويش ولا بقية مؤيديه اهتمامهم بمثل هذه القضايا، وقد كنت أظن أن هؤلاء القوم يمكن أن تثور ثائرتهم حين تفتح قضية الاختلاط في كليات الطب ولكنهم لا يمكن أن ينبسوا ببنت شفة حين يتعلق الأمر بتردي الخدمات الطبية، ولكن خاب ظني والحمد لله حيث كتب شيخنا مقالة تستحق كل الاحترام والتقدير عن حالة القطاع الصحي، وقد وضعت ثلاثة احتمالات لتفسير هذا الأمر: فإما أن تكون فكرتي عن الشيخ ومؤيديه خاطئة من الأساس، أو أن الشيخ قد تأثر بأفكار الصحفيين الذين يهاجمهم فاتبع نهجهم، أو أن تجربة المرض قد أشعرت الشيخ بأنه جزء من هذا المجتمع الذي يشكك شيخنا بنوايا بعض أفراده!. لست وحدي الذي تملكته الدهشة عند قراءة هذه المقالة فثمة عدد كبير من قراء الوئام الذين علقوا على ذلك المقال لم يصدقوا ما قرأوه لدرجة أن أحدهم علق قائلا: (تكفى ياشيخ.. خلك على هالوزنية)!. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 211 مسافة ثم الرسالة