نقلا عن الوطن السعودية عرف الشيخ سليمان الدويش بجرأته العالية ومواقفه الحادة وردوده العنيفة على مخالفيه لاسيما ممن يسميهم (الليبراليين) والذين يهاجمهم بشراسة في مقالات ينشرها في المنتديات المتطرفة أو في تعليقاته على القنوات الفضائية التي تستضيفه كنموذج للرأي المتشدد. لكنه اليوم وعبر "الوطن" يشن هجوماً من نوع آخر على فريق لم يعتد الكثير سماع رأيه فيهم وهم أصحاب الفكر التكفيري وتنظيم القاعدة. ولأن الشيخ من العارفين بمنطلقاتهم والمتمرسين على حججهم فقد كتب مقالاً بالغ الأهمية نشر في أكثر من موقع شن فيه هجوماً شرساً لا يقل عما عهد عليه في الهجمات التي يشنها على المثقفين، وسلط فيه الضوء على أخطر شبههم في محاولة الاغتيال الأخيرة ضد سمو مساعد وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف، كشف فيه أيضاً عن تعاونه المشكور مع المسؤولين في الحرب على الإرهاب، والذي يؤكد أننا كسعوديين نقف صفاً واحداً في مواجهة الإرهاب مهما اختلفت رؤانا نحو عملية التطور التي تمر بها البلاد. ونظراً لأهمية الفكرة ولكون حديثه عنهم دقيقاً، فكانت آراء تستحق الإشادة ومواقف يجب أن تبرز، وقد رحب الدويش بالحوار مع "الوطن" لتوضيح بعض ما جاء في مقاله. حذر الشيخ سليمان الدويش من محاولات تنظيم القاعدة الإرهابي استخدام نصوص دينية للترويج للفتن، ونشر الفكر المنحرف. وأكد أنّ القاعدة تسيء استخدام النصوص الدينية، لتبرير الخيانة، ونقض العهود، واصفا ذلك بأنه خسة يترفع عنها أهل الشيم والمروءات. وتساءل في حوار مع "الوطن" : إذا كان النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن أن يخون المسلم من خانه، فما ظنك بخيانة من يحسن إليك، ويعطيك الأمان، ويفتح لك قلبه وبيته؟! وقال: إنّ القاعدة منيت بنكسة وصفعة، وخيّب الله آمال أفرادها، وأبطل مكرهم، وأظهر من محاسن من استهدفوه الأمير محمد بن نايف ما لو سعوا لحجبه عن الأنظار عقودا لما استطاعوا. وشدد الشيخ الدويش على أنه لا يعلم عالماً معتبرا يؤيد توجهات القاعدة، أو يقول قولها، مشيراً إلى أن ادعاءاتهم في هذا المجال "تسرعات من مجاهيل" أو أشخاص ليس لهم معرفة بالشرع ضليعة أو تجربة في معالجة الأمور حكيمة. وحذر الشيخ الدويش من أن أعداء الإسلام يجدون في تلك الحماقات التي ترتكبها القاعدة مبرراً للنيل من الإسلام وأحكامه، والسخرية بتعاليمه، وبهذا يصبح من كان السبب معينا لهم على بغيهم وعدوانهم، ومحققا لتطلعاتهم من خلال الإساءة إلى الدين، وإعانة الأعداء على هدمه. وأشار إلى أن الجهود المبذولة لمواجهة فكر القاعدة ليست كافية، بل تحتاج إلى مضاعفة، وتحتاج إلى مصارحة ومكاشفة، وتحتاج إلى حكمة وتحمل، وصبر وصدع بالحق، كما يجب أن تكون لتلك الجهود أرضية صلبة، فتتم مناقشة الشبه التي يثيرها الخصوم، بتجرد وحيادية، وصدق وموضوعية. وقال الدويش لا أتوقع مراجعة القاعدة لأفكارها كما فعل غيرها، لأن غالب المراجعات التي تمت كانت في الداخل، بينما التنظيم اليوم ليس في السعودية وحدها، بل هو في كل البلاد، وهناك من الدول من يستفيد من وجوده، لضرب مصالح خصومه من خلاله.