تحرص مزارع الدواجن على تفادي تزايد النفوق الجماعي في الحظائر مع اقتراب موسم الرطوبة، والذي يبدأ منتصف أغسطس (أب) سنويا، حيث تصل نسبة النفوق في الدورة الواحدة إلى 20 30 في المائة في حال وصول الرطوبة لأكثر من 85 في المائة، حيث إن انعدام حركة الهواء في الحظائر تسهم في إحداث حالة مرضية في الجهاز التنفسي لدى الدواجن، مما يقود إلى النفوق في نهاية المطاف. وأكد مستثمرون في صناعة الدواجن في المنطقة الشرقية، أن الرطوبة المرتفعة التي تسيطر على أجواء المنطقة، تؤثر على نوعية المنتجات التي تطرحها المزارع في الأسواق المحلية، حيث تفقد غالبية الدواجن جزءا كبيرا من أوزانها الاعتيادية، جراء عدم القدرة على تحمل الحرارة الزائدة والرطوبة المرتفعة، بحيث ينخفض وزنها بين 15 20 في المائة، بالمقارنة مع الأوزان في موسم الشتاء، الأمر الذي يفسر انخفاض الأوزان خلال فصل الصيف بالمقارنة مع ارتفاع الأوزان في الشتاء. وذكر المهندس أشرف حسن «متعامل» أن الحلول التي ابتكرتها مزارع الدواجن لمواجهة موسم الرطوبة والمتمثلة في نصب المراوح أو أجهزة التبريد وغيرها من الأجهزة الأخرى، ليست قادرة على مواجهة الرطوبة، فهي لا تمنع حالات النفوق بقدر ما تخفض هذه النسبة، لاسيما وأن تلك الأجهزة تسهم في تحريك الهواء في الحظائر مما يساعد الدواجن على التغلب على سكون الهواء، بالإضافة لذلك فإن أغلب المزارع تعمد خلال موسم الرطوبة لخفض أعداد الدورة الواحدة بمقدار 10 في المائة تقريبا، بهدف تخفيف الضغط على الدواجن والسماح لها بحرية أكبر في التحرك، مما يساعد على الحصول على كمية منافسة من الهواء، موضحا، أن أغلب المزارع تواجه حالات من النفوق خلال موسم الرطوبة يصل إلى 5 في المائة وهي نسبة اعتيادية ليست مرعبة، فيما تشكل حالة من القلق بالنسبة للمستثمرين في حال تجاوز هذه النسبة، كما يحصل بالنسبة لموسم الرطوبة الذي يقود لحالات نفوق كبيرة عندما تتجاوزت نسبة الرطوبة حاجز 90 في المائة، مما يكبد المستثمرين خسائر كبيرة جراء حالات النفوق اليومي. وحول الحرب القائمة بين الدواجن المبردة الوطنية ومثيلاتها المجمدة المستوردة، أوضح فتحي السعيد «متعامل» أن الوضع الحالي يشهد نوعا من الاستقرار النسبي في الأسعار، حيث استطاعت السوق امتصاص موجة الإغراق التي شهدتها الأسواق المحلية في الأشهر الثلاثة الماضية، مشيرا إلى أن المنافسة أو الحرب المستعرة بين المنتج الوطني والمستوردة تعتمد على مبدأ العرض والطلب، فهذه الحرب سرعان ما تشتعل بمجرد وصول كميات كبيرة من الدواجن المبردة للأسواق المحلية، فيما تعود الأمور للاستقرار والهدوء بمجرد الانتهاء من تصريف تلك الكميات المستوردة من قبل شركات غذائية متخصصة، موضحا، أن أسعار الدواجن المجمدة تتراوح بين 5 - 6,5 ريالات «1000 جم» وهو سعر مناسب جدا، و يساعد على استقرار الأسعار، لاسيما أن الأسعار في الأشهر الثلاثة الماضية وصلت لمستويات متدنية، مما هدد صناعة الدواجن الوطنية، الأمر الذي دفعها للتحرك السريع لمواجهة الخطر الذي يهدد بقاءها في السوق. وأضاف، أن أسعار الدواجن المجمدة المستوردة يمكن التعامل معها، لاسيما أن أسعار الدواجن المبردة محليا باتت قريبة من تلك الأسعار، حيث تبدأ من 8 11ريالا، خصوصا أن شركات الدواجن المبرد تراهن مع ثقة المستهلك في إنتاجها، لاسيما أنها تمتاز عن المجمد بكونها طازجة، مما يعطيها ميزة نسبية بالمقارنة مع الدواجن المستوردة.