عمري 24 عاما، أعيش بين أسرتي، أمي وأبي المريض نفسيا، وكل يوم له حال. ومشكلتي أني أحب فتاة عمرها 30 عاما، وهي تبادلني الحب نفسه، وأمي عرفت بحقيقة علاقتنا، حتى أن خالي سأل عنها وعن أسرتها، وبسبب ظروفي وضعف قدرتي المادية لا أستطيع التقدم للزواج منها في الوقت الحالي، وهذا جعل أمي وكل معارفي يقولون عني أنني أحب امرأة عجوزا، وأنني مسحور، وأنها تلعب بمشاعري، وأنني أصبحت أسير هواها، ولا أستطيع أن أقول لها كلمة لا، مهما كان الأمر. ولأن الكلام في هذا الموضوع كثر وزاد وأصبح كل شخص يتقول بما يرغب في قوله أصبحت لا أجلس بين أهلي ولا مع أقاربي، حتى المناسبات عزفت عن حضورها. كل ذلك حتى لا أسمع من أحدهم كلمة قد تجبرني على الرد عليه، وفي الوقت نفسه حتى أواصل في احتفاظي بعلاقتي مع هذه الفتاة، مع العلم أن والدي عرف بعلاقتنا وجلست معه، وسألني الكثير عنها، وقال لي إن كانت هذه رغبتك وتشعر أن سعادتك معها فلا مانع عندي من أن تتزوج منها، لكن عندما أجلس مع أمي أجدها من أشد الناس معارضة لهذه العلاقة، حتى أنها قالت لي: إن تزوجت من هذه المرأة لن تدخل بيتي، وغاضبة عليك، ولن أسامحك لا في الدنيا ولا في الآخرة. لا أريد أن أخسر أمي، وفي الوقت نفسه لا أريد أن أخسر من يحبها قلبي، فما الحل؟ أيمن علي جدة الزواج ممن تكبرك سنا ليس حراما ولا عيبا، لكن لا تنس أنك تعيش مع أسرة يهمها أمرك كثيرا، ويهمهم ما يقوله الناس عنك، ويبدو أن أمك هي من بيدها مقاليد القرار، وقوتها على ما يبدو مستمدة من دعم أخوالك لها، وهم جميعا عندهم قناعة برفض الفتاة كزوجة لك حين تكبرك سنا؛ لأن خوفهم مما سيقوله الناس هو الأمر الأساسي في المسألة، ويبدو أنكم تعيشون في وسط يحب كثرة الكلام والقيل والقال، حتى أنك وصلت إلى مرحلة أصبحت تهرب فيها من مواجهة الناس، ومما يزيد الأمور تعقيدا في موضوعك أنك ما زلت في وضع لا يسمح لك بالاستقلال المادي، وبالتالي صعب عليك أن تتقدم لخطبتها. ما يتضح لي من رسالتك أن نافذة الأمل الوحيدة لك هي والدك الذي سبق له أن أبدى مرونة معك ووعدك بالوقوف إلى جانبك، ولكي يبارك الله لك في سعيك توقف عن مشاهدة الفتاة والاجتماع بها إن كنت تفعل ذلك حتى لا تسيء لها أكثر، وضع حدا زمنيا لإنهاء الموضوع، فهي فتاة ليست صغيرة حتى تبقى منتظرة الزواج منك إلى ما لا نهاية، وأنت لست قادرا على الإقدام على مشروع الزواج لا من ناحية أهلك ولا من ناحية قدراتك المادية، وترك الفتاة معلقة وقتا أطول سيؤذيها، وسيشعرك بذنب أكبر لو أنك لم تستطع الزواج منها. ولابد من تذكيرك بخطأ ارتكبته من الأساس ويكمن في إعطائك وعدا لها بالزواج وأنت لست متأكدا من قدرتك على تنفيذ هذا الوعد، اضغط على أبيك وحاول أن تجعله يقف في صفك، وسع لإيجاد عمل يساعدك على الاستقلال المادي، وواجه من حولك بعد ذلك، مع تمنياتي لك بالتوفيق.