تظل الأعيرة النارية وعلاقتها بالتعبير عن الفرح، ثقافة متجذرة قد لا يتجاوزها الزمن في المجتمع الجنوبي، وهناك من يعتقد أن صوت الرصاص هو اللغة الأبلغ في التعبير عن بهجة الفرح. ورغم قرار وزارة الداخلية بمنع استخدام الأسلحة ذات الذخيرة الحية في مناسبات الزواج، إلا أن البعض لا زال مصرا على ممارسة هذا العرف وإطلاق الرصاص في الهواء تعبيرا عن الفرح. وسجلت شرطة عسير في وقت سابق عددا من القضايا في هذا الخصوص، وكان آخرها إصابة فتاة (22 عاما) بعيار ناري في قدمها في أحد الأحياء السكنية في عسير، دخلت على إثره المستشفى ولا زال التحقيق جاريا. ولا يقتصر حمل السلاح في الأفراح على كبار السن والمشايخ، فهناك الكثير من الشباب والمراهقين يحملون الأسلحة في الزيجات ويطلقون الأعيرة النارية في الهواء، معرضين حياة الآخرين للخطر. وفي جازان لا يختلف الوضع كثيرا عن ما يحدث في عسير، فلا تكاد مناسبة زواج تخلو من حمل الأسلحة وإطلاق الأعيرة، ويتداول الأهالي في محافظة ضمد قصصا حول أعيرة نارية طائشة أطلقها شباب في مناسبات زواج كادت أن تزهق أرواح آخرين، ومن بينها قصة رصاصة طائشة صدرت من موقع احتفالات واستقرت في منزل مواطن يدعى حمود الأعجم كادت أن تصرع أحد أبنائه، وأخرى اخترقت خلية نحل بقرب استراحة أفراح، وشاءت الأقدار أن لا تستقر في جسد أحد عمال المنحل. وحول هذه الظاهرة، يؤكد الناطق الإعلامي في شرطة عسير العقيد عبد الله عايض القرني، أن التعليمات واضحة في هذا الخصوص، وأن أي تهاون في استخدام الأسلحة النارية في مناسبات الزواج يعرض صاحبه للعقوبة الصارمة، مشيرا إلى أن هناك حوادث وقعت بسبب ذلك، راح ضحيتها أبرياء وتحولت معها الأفراح إلى أتراح.