في الوقت الذى تواصل فيه قوات الاحتلال الإسرائيلي مجازرها اليومية بقطاع غزة، يفضل العشرات من جنود الاحتلال الانتحار بدلاً من ساحات المعارك، خصوصاً أن عدداً من الشباب أجبروا على التجنيد نتيجة أحداث غزة. وكشف جيش الاحتلال الإسرائيلي اليوم (الخميس) عن الخسائر في صفوف جنوده، منذ بداية الحرب على غزة وحتى الآن، ولقي 891 جندياً حتفهم خلال 2023-2024، بينما ارتفعت حالات الانتحار إلى 38 جندياً. ويرى المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية بالقاهرة اللواء وائل ربيع، أن عمليات الانتحار التي أعلن عنها جيش الاحتلال الإسرائيلي، هي أقل بكثير مما هو موجود على أرض الواقع، ولكن الاحتلال يحاول فرض سياسة التعتيم على حوادث الانتحار بين صفوفه، حتى لا تحدث حالة من القلق والخوف بين الأهالي، مبيناً أن زيادة عملية الانتحار خلال العام الماضي 2024، معظمها تمت بعد عمليات عسكرية في قطاع غزة. وقال ربيع ل«عكاظ» هناك مئات المصابين من جنود الاحتلال بأمراض نفسية وعصبية متعددة، من الذين شاركوا في تلك الحرب البشعة، في ظل توسع عمليات الاحتلال العسكري، ليس فقط في غزة بل يمتد للضفة الغربية ولبنان وسورية ويهدف من ذلك زعزعة أمن المنطقة واستقرارها بشكل شامل، كما أن الحرب الطويلة استدعت أن يكون الجنود الإسرائيليون في حالة بقاء في صفوفهم العسكرية دون أي فترة راحة، وهو ما شكل ضغطاً كبيراً عليهم. وأوضح الخبير العسكري أن وجود خط ساخن معلن من قبل قوات الجيش الإسرائيلي، تم تدشينه العام الماضي 2024 وهو الخط الذى يتلقى يومياً اكثر من 4 الاف مكالمة من جنوده، لأسباب نفسية ومرضية متعددة، يؤكد حجم ما يعانيه جنود الاحتلال من أزمات صحية وخسائر يومية، ويعكس في النهاية حالة الإرهاق الجسدي والنفسي التي يعانون منها، خصوصاً مع إطالة أمد الحرب، وعدم وجود وقت محدد لإنهاء تلك الحرب في غزة. ولفت إلى أن الجيش الإسرائيلي يواجه نقصاً بين قواته، نتيجة استمرار الحرب في جبهات عدة، وهو ما أدى إلى استدعاء لقوات الاحتياط، والبعض يرفض تلبية النداء رغم الإغراءات المادية الكبيرة ودغدغة المشاعر للشباب، مطالباً المجتمع الدولي بسرعة التدخل العاجل لرفع المعاناة عن أبناء الشعب الفلسطيني، وتطبيق القرارات الأممية الداعية إلى وقف الإبادة في غزة، وتسريع دخول المساعدات المنقذة للحياة.