كنّا ولا نزال نأمل من اتحاد الطب الرياضي السعودي الشيء الكثير، وقد وضعناه في مستوى الآمال المعقودة عليه لتحقيق الأهداف السامية التي وُجد من أجلها .. ولذلك تمنّيناه أن يكون أكثر فعالية وأكثر إشعاعاً وإشراقاً في المجتمع الرياضي برّمته، بل وفي المجتمع العام بكلِّ شرائحه، لينشر وعياً صحياً نحن في أشد الحاجة إليه .. وهناك علماء ومتخصصون في الطب الرياضي، ومع ذلك لا نقرأ ولا نطلع على ما يتناولونه من أبحاث، وما يستجد من دراسات في هذا المجال، ولكن اتحادنا المبجل يظهر أنّ لديه سباتاً عميقاً ولو اختلفت فصول السنة. وقد أشعل جذوة الأمل في نفوسنا دراسة قام بها الخبير المصري خالد زلط عن وفاة الرياضيين في الملاعب بصورة مفاجئة ودون سابق إنذار صحي .. وسوف اختصرها هنا للفائدة: فأول من قام بدراسة هذه الظاهرة هو العالم برامنجهام عام 1948، وبيّنت دراسته أنّ سبب الموت القلبي المفاجئ هو الاضطراب الذي قد يتولّد نتيجة عدم الاستقرار النفسي، وهذا النوع من الموت يتمكن من النجاح في مهمته في العديد من الحالات. أسباب الموت المفاجئ 1- الإغماء الحراري: إنّ اللاعب الذي يخوض المباريات في أجواء حارة قد تحدث عنده حالة الإغماء الحراري، وخاصة إذا كان يلبس ملابس ثقيلة، نتيجة فقدان الكثير من العرق والسوائل داخل الجسم، ويشعر الشخص قبل حدوث الإغماء بضعف في الجسم مع الشعور بالصداع والدوار، ويكون جلد اللاعب بارداً وضغط الدم منخفضاً بالرغم من أنّ حرارة الجسم قد تكون طبيعية. 2- ضربة الشمس: في بعض الحالات إذا لم يعالج المريض الذي يعاني من الإنهاك الحراري قد ترتفع درجة حرارة جسمه كثيراً ولدرجة خطيرة حتى أنّها قد تصل إلى أكثر من 43 درجة مئوية، ويفقد بذلك المريض وعيه، وهذا ما يسمى بضربة الشمس ومضاعفاتها: هبوط في الدورة الدموية وفشل في وظيفة الكلى والكبد. 3- ابتلاع اللسان: من المشاكل التي ظهرت مؤخراً في الملاعب الرياضية ابتلاع اللسان والذي من الممكن أن يؤدي إلى الوفاة في وقت قصير جداً. والنتائج السلبية المترتبة على بلع اللسان هي تمدُّد الأوعية الدموية وهبوط مفاجئ في ضغط الدم خاصة هبوط في الدم الموجود بالمخ، مما يسبب الجلطات والنزيف في المخ مما يؤدي بدوره إلى الوفاة. 4- (الشريان التاجي): يعتبر مرض شرايين القلب التاجية القاتل الأول في أمراض القلب، فهو لا يرحم الكبير ولا الصغير، وشرايين القلب التاجية هي التي تغذي عضلة القلب ذاتها. 5- (السكتة الدماغية): يمكن تعريف السكتة الدماغية على أنّها حدوث خلل مفاجئ في تروية أو إمداد الدماغ بالدم، مما يؤدي إلى عجز عصبي جزئي أو كامل وغالباً ما يكون السبب هو انسداد مفاجئ لأحد شرايين الدماغ وفي حالات أقل يكون السبب هو تهتك أحد هذه الشرايين مما يحدث نزيفاً دموياً داخل الدماغ ويؤدي بدوره إلى الوفاة، وتُعَد السبب الثاني للوفاة (بعد أمراض القلب). الإسعافات الأولية للوقاية من الموت المفاجئ 1- لا يوضع أي وسادات تحت رأس اللاعب لأنّ ذلك يساعد على إغلاق الممرات الهوائية ويجب فض أي تجمُّعات من حوله لأنّ ذلك يسبب له الاختناق. 2- إذا كانت ملابس اللاعب من النوع الضيق (البادي) فيجب خلعها حتى تسمح بتجديد الهواء للمصاب باستمرار. 3- في حالة حدوث قيء للمصاب يجب أن يقلب اللاعب على جانبه وتنظيف مجاري الهواء حتى لا يصاب بالموت نتيجة الاختناق. 4- يجب عدم صب أي ماء أو سوائل على وجه اللاعب إذا كان فاقداً لوعيه، لأنّ هذا يعوِّق التنفس ويؤدي إلى الاختناق أيضاً. 5- لا يجب إعطاء اللاعب أي سوائل بالفم ما لم يكن واعياً تماماً لأنّه لن يستطيع بلعها وبالتالي لا يستفيد منها. 6- يجب فحص اللاعب سريعاً لاكتشاف أية إصابة أو نزيف بالجسم أو الرأس بسبب السقوط المفاجئ. 7- طلب المساعدة الطبية، وذلك للتأكد من أنّ هذه النوبة مجرّد عرض عابر وليست نذيراً لحدوث أي مضاعفات لعلّة كامنة لا يمكن اكتشافها إلاّ عن طريق طبيب متخصص. 8- لضمان تفادي هذه الظاهرة يجب العمل على الاستقرار الجديد لأكبر درجة لعمل القلب وهو أن يكون المريض تحت العناية التامة ومن ثم إجراء جراحة سريعة له. 9- (رسم قلب بالمجهود): تعتبر هذه الطريقة من الأشياء التي بدأ الاتحاد الدولي يعتمد عليها لمعرفة المشاكل التي يتعرّض إليها القلب أثناء بذل المجهود وتجرى للاعبين والحكام معاً خاصة في البطولات العالمية. حالات من الموت المفاجئ - التونسي الهادي بن رخيصة: توفي - رحمه الله - خلال مباراة لفريقه الترجي وكان سبب الوفاة هو بلع لسانه دون تمكُّن المسعفين من إنقاذه. - الجزائري عبد الكريم قصبا: توفي - رحمه الله - أثناء مباراة في الدوري المحلي لفريقه ترجي مستغانم، أصيب بسكتة قلبية ناجمة عن جهد زائد. - الكاميروني مارك فيفيان فويه: توفي أثناء مباراة منتخب بلاده أمام كولمبيا في الدور قبل النهائي لبطولة القارات في مدينة ليون الفرنسية عام 2003م. - المجري فيكلوس فيهر: توفي أثناء مباراة فريقه بنفيكا البرتغالي مع فيتوريا جيماراش في الدوري المحلي عام 2004 وذلك بعد إصابته بأزمة قلبية حادة خلال المباراة. - البرتغالي هوجو كونيا: توفي خلال مباراة ودية لفريقه يونياو ليريا حيث سقط أرضاً ولم يستطع الأطباء إنقاذه. - البرازيلي سيرجينيو: توفي إثر اصابته بأزمة قلبية خلال مباراة فريقه ساوكيتانو أمام ساو باولو في الدوري البرازيلي. - البرازيلي كريستان جونيور (دا ليما): توفي قبل دقائق من نهاية مباراة فريقه ديمبو سبورتس الهندي أمام موهون باجان في المباراة النهائية لبطولة كأس الهند، وقد سقط اللاعب أرضاً بعد أن سجّل هدفاً لفريقه واتُّهم حينها حارس مرمى الفريق المنافس بتعمُّد الاصطدام به بشكل متعمّد مما أدى إلى سقوطه مغشياً عليه قبل أن يتوفى. - الفرنسي دافيد دي توماسو: توفي أثناء نومه وقد قال الأطباء إنّ سبب الوفاة هو تعرُّضه لسكتة قلبية علماً بأنّه كان يلعب لنادي أوتر يخت الهولندي. - المصري محمد عبد الوهاب: يعتبر محمد عبد الوهاب لاعب الأهلي المصري آخر اللاعبين الذين توفوا في الملعب في الفترة الأخيرة - رحمه الله - ، وذلك أثناء تدريباته مع الفريق، وأرجع الأطباء سبب الوفاة إلى هبوط حاد في الدورة الدموية! - ومن الحالات الخطرة التي حدثت في ملاعبنا ابتلاع عدنان عبد الشكور للسانه في مباراة بين النصر والاتحاد، وأيضاً ابتلاع خريش الاتحاد للسانه في مباراة الأهلي والاتحاد، كلتا الحالتين مرّت بسلام ولله الحمد. نبضات!! - فوز الأهلي المثير على النصر يجب إلا يخدَّر الأهلاويين فمع احترامي للنصر فهو ليس ذلك الفريق الذي يقاس به أي إنجاز .. ولا يبنى عليه أي تقييم رغم أنّه قد بدأ المباراة ضاغطاً ولكن سرعان ما هبط مستواه لضعف اللياقة البدنية لدى لاعبيه، ثم تفوّق الأهلي في الشوط الثاني بعد أن تقطّعت أنفاس لاعبي النصر لسوء إعدادهم وضعف لياقتهم .. فلذلك يجب على الأهلاويين عدم الركون لتلك النتيجة فالقادم أصعب كثيراً من النصر .. والفريق يحتاج لكثير من العمل لرفع مستواه وإعادته لوهجه المعهود! - مباراة مكافحة (الايدز) بادرة حضارية وإنسانية يسجَّل السَّبق فيها لفريقي الأهلي والاتحاد، وذلك بعيداً كلَّ البعد عن المكسب والخسارة!! - إذا شئت أن تعرف قيمة إدارة سمو الأمير ممدوح بن عبد الرحمن، فتابع فريق النصر بعد ابتعاد سموه لموسمين متتاليين!! نبضة: التملُّق هو أن تكتب أشياء تصل لمن تتملَّقهم لا تقولها ولا تكتبها في غيابهم!!