ثلاثة ثوابت أكّدها وزير الداخلية اللبناني السابق نهاد المشنوق ترسم خارطة رؤية السُنّة في لبنان للعلاقة مع العرب والرؤية السياسية لمستقبل لبنان، وكيفية الخروج من الحرب إلى اليوم التالي. رمزية ما صرّح به الوزير المشنوق أنه جاء من منبر دار الفتوى بعد اللقاء مع مفتي لبنان الشيخ عبداللطيف دريان، وهي: 1- اتفاق الطائف: هو المدخل الوحيد ليستعيد لبنان علاقاته العربية الطبيعية خصوصاً مع مجلس التعاون الخليجي وعلى رأسه المملكة العربية السعودية، وأنّ السُنّة غير مستعدين لمناقشة اتفاق الطائف قبل مناقشة الاستراتيجية الدفاعية. 2- الاستراتيجية الدفاعية: هي المخرج الوحيد والمدخل الوحيد للمجتمع الدولي التي تسمح للبنان بأن تكون الدولة الشرعية هي الأساس والعنوان، وأن يكون مسؤولوه هم الوحيدون الذين يتفاوضون للوصول إلى سلام في لبنان. 3- القضية الفلسطينية: لا سلام من دون دولة فلسطينية. هو الطرح الذي تقوده المملكة وولي العهد الأمير محمد بن سلمان ما يعني أنّ المملكة معنية بالسلام في المنطقة، من خلال الحوار والتفاهم. والدولة الفلسطينية بفضل هذه الحركة العربية الإقليمية التي تقودها المملكة لا بد أن تتحقق مهما طال الزمن. هذه الثوابت التي أوردها المشنوق لعل أبرز ما فيها عندما عدّدها قوله: أنا أتحدث من هذه الدار (دار الفتوى) ليكون الكلام واضحاً صريحاً، وهو ما يصبغ كلامه صفة تمثيلية لأعلى مرجعية سنّية في لبنان أي مفتي الجمهورية. لقد أظهر السُنّة كموطن أساسي في لبنان حرصهم على الدولة ومؤسساتها، وعلى حفظ صفة التعدّدية لوطن اسمه لبنان، إذ لم يغب عن بيانات المجلس الشرعي الأعلى في دار الفتوى في السنتين الماضيتين مطلب أساس فوق كل المطالب يؤكّد ضرورة الإسراع في انتخاب رئيس للجمهورية. التعدّدية اللبنانية هي رسالة السُنّة في لبنان منذ عهد الاستقلال حتى ولادة اتفاق الطائف الذي أنهى الحرب الأهلية وأوقف العدّ في بلد التعدّد. في الوقت الذي ينشغل الكثيرون في لبنان بالجدال حول ما مضى، وبالتناحر حول ما يحصل. الآن ينظر سُنّة لبنان إلى اليوم التالي، إلى الغد الذي يريدونه غداً لبنانياً خارج أي هيمنة خارجية، وخارج أي وصاية إقليمية تماماً كما قالت قمّة الرياض العربية الإسلامية غير العادية.