أكد الرئيس اللبناني ميشال عون أنه «أياً كانت طبيعة الأزمة السياسية التي يعيشها لبنان، فإن الانتخابات النيابية ستجري في موعدها». موقف عون نقله وزير الداخلية نهاد المشنوق الذي زاره أمس، وأجرى معه «جولة أفق تناولت الأوضاع الراهنة والتطورات السياسية ومرحلة ما بعد إعلان رئيس الحكومة سعد الحريري استقالته خلال وجوده في الرياض، ومن ثم انتقاله المتوقع إلى باريس خلال الساعات القليلة المقبلة». وتم خلال اللقاء عرض الأوضاع الأمنية في البلاد، وفق بيان المكتب الإعلامي للرئاسة. وأثنى المشنوق على «شجاعة الرئيس عون وحكمته، وقدرته على إدارة أزمة غياب رئيس الحكومة وجمع كل اللبنانيين على هذا العنوان، وتجاوز كل العناوين الخلافية واعتبار أن العنوان الرئيسي حتى صباح الغد إن شاء الله هو عودة الرئيس الحريري». وأكد «توازن الكلام السياسي الذي صدر عن الرئيس عون خصوصاً في النص المتعلق بالتفاوض على أسباب الاستقالة». ورأى أن «لهذه الاستقالة مضموناً سياسياً قد يكون من المناسب أن يناقشه المسؤولون الكبار ويطلعوا على مضمونه وما يمكن إصلاحه وما يمكن أن يساعد لبنان على استمرار استقراره السياسي والأمني». ولفت إلى «أننا في حال استقرار واضحة على رغم الأزمة الكبيرة التي مررنا فيها، وإن شاء الله، عندما يعود الرئيس الحريري يزداد ويقوى هذا الاستقرار أكثر، سواء في الجانب المالي أم الاقتصادي أم السياسي». وأوضح أن «لا شيء جديداً. سيكون هناك غداً (اليوم)، لقاء للرئيس الحريري في الإليزيه مع الرئيس الفرنسي (إيمانويل ماكرون) ويكون لبنان تجاوز هذا القطوع الكبير وفُتح الباب أمام مزيد من الاستقرار والقدرة على مواجهة كل الصعاب التي مرت علينا». ورأى أن «اللبنانيين أثبتوا في هذه الأزمة أن قدرتهم على التماسك والتضامن والمواجهة عند الضرورة أكبر بكثير من خلافاتهم ومن قدرة أي جهة خارجية على التأثير فيهم». ونقل عن عون تأكيده أن «واجبنا الديموقراطي هو الحفاظ على هذا العنوان ونستمر بالعمل للانتخابات». والتقى عون وزير الدفاع يعقوب الصراف الذي قدم له تقريراً عن عمل الوزارة والمؤسسات السابقة لها منذ توليه مسؤوليتها، ثم التقى الوزير السابق إبراهيم شمس الدين الذي أكد أن «لا مصلحة للبنان أن يحشر في محاور تنازع إقليمي». إلى ذلك، تلقى عون برقيات تهنئة لمناسبة الذكرى ال74 للاستقلال من عدد من رؤساء الدول العربية والأجنبية وملوكها. وقال الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير في برقيته إن «بلدكم يبرز وسط كل الحروب والصراعات في المنطقة، كمثال مضيء للتعايش السلمي بين الأديان»، مؤكداً أن «ألمانيا ستبقى شريكاً يعتمد عليه لبلدكم في مواجهة التحديات المقبلة في مجالي التنمية الاقتصادية وأمن البلاد وكذلك للتغلب على الأعباء الناجمة عن أزمة اللاجئين». دريان يتصل بعون منوهاً بحكمته: لتحييد لبنان عما يجري في المنطقة أجرى مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبداللطيف دريان اتصالاً برئيس الجمهورية ميشال عون تمّ خلاله البحث في ما آلت إليه الأمور بعد استقالة الرئيس سعد الحريري. ونوه دريان، وفق المكتب الإعلامي لدار الفتوى، ب «الرئيس عون على حكمته الكبيرة في معالجة الأمور للخروج من الأزمة الراهنة». وطمأن عون، المفتي دريان إلى أن «الأمور سائرة نحو النهاية السعيدة». وأبدى دريان أمام زواره «ترقبه ومتابعته مسارَ الأمور التي تخيم على لبنان بعد استقالة الرئيس الحريري من رئاسة الحكومة». وركز على «ضرورة معالجة أسباب الاستقالة»، مشيراً إلى أن «كل اللبنانيين في انتظار عودته ليمارس دوره الوطني الكبير في كل ما يصب في مصلحة لبنان أولاً»، وأكد ثقته في «حكمة القيادات السياسية والدينية وبوعي المواطنين عموماً الذين هم وحدة متكاملة جامعة وترعى شؤونهم الدولة اللبنانية من خلال الميثاق الوطني الذي أقرته وثيقة اتفاق الطائف في رعاية المملكة العربية السعودية وأشقائها العرب». وأعرب عن أمله «الكبير باستمرار الأشقاء العرب باحتضان لبنان وشعبه لما فيه المصلحة العربية المشتركة»، داعياً إلى «تحييد لبنان عن كل ما يحصل في المنطقة العربية».