هناك مسؤولون تنفيذيون تعبد أعمالهم ونجاحاتهم طريق كلماتهم ووعودهم، وهناك من يعجبك قوله في المؤتمرات والمنتديات والمنصات وتعلو بآمالك وتطلعاتك وتوقعاتك وعوده، ثم تجده قولاً بلا عمل وحراكاً بلا نتائج! الرئيس التنفيذي لإحدى شركات الطيران الناشئة الموعودة يحلّق بنا منذ تعيينه في سماء زرقاء صافية تخلو من المطبات الهوائية، لتكتشف لاحقاً أنك تحلق في حلم يحققه العمل الجاد وفهم تحديات وواقع قطاع صناعة الطيران وليس مداعبة الأحاسيس والعواطف، فهذا النوع من العمل سرعان ما ينكشف ضعفه مع الوقت عندما تحين لحظات مطابقة الواقع ومحاسبة الحقيقة! الرفع من سقف التطلعات يجب أن ينتظره تطبيق فعلي عندما يواجه العمل تجربة العميل، فحينها لن يقيس العميل تجربته بالكلام وإنما بالواقع! قد لا يكون عامة الجمهور على اطلاع بتفاصيل المشروع وما يواجهه خلف كواليس التحديات، لكن المهتمين عن قرب بالقطاع يدركون أن معظم ما يتم التصريح به يواجه تحديات إثبات دقيقة، وفي أي قطاع عمل يظن بعض المسؤولين التنفيذيين أن رسم صورة متفائلة وحالمة يساعدهم في استمرارهم في وظائفهم لأطول مدة ممكنة، لكننا هنا أمام مصلحة عامة وأموال مستثمرة وأوقات ثمينة لا تحتمل التصرفات والمصالح الشخصية! ويحذّر بعض كبار السن، الذين عركتهم خبرة وتجارب الحياة، من كثير الكلام قليل العمل، فأمثاله يستنزفون الموارد والطاقات والوقت.. وأيضاً الأحلام!