في قراءة سريعة لردود أفعال أبنائنا وبناتنا بمواقع التواصل الاجتماعي، لمَن هم في سن الخامسة عشرة حتى العشرين؛ لاحظت بأن أغلبهم يفقدون اللباقة في مهارة الحوار؛ رغم امتلاكهم الثقة في النفس، وأرى بأن ذلك يعود إلى فقدانهم مَن يستمع إليهم في البيوت! فن الحوار أعده سلوكاً وتربية ينبغي أن يمتلكها الفرد ويكتسبها مع مبادئ تربيته الأولى تماماً مثل ما يتعلم الأكل والمشي؛ لأنه ببساطة سيختصر الطريق نحو كل ما سيتعلمه الفرد في المستقبل بدء من تنمية مهارات التفكير الناقد والتحليلي من خلال طرح الأسئلة، وتحليل المعلومات، وتقييم الأفكار بشكل نقدي، كما أنه سيكسبهم مهارة تعزيز التواصل والتفاعل الاجتماعي وبناء علاقات إيجابية مع محيطهم الأسري والمجتمعي وإدراكهم لقيمة تبادل الآراء والخبرات معهم. وسوف يتيح الحوار لهم فرصة التعبير عن آرائهم وأفكارهم بوضوح، وكذلك التدرُّب على الاستماع بفاعلية لآراء الآخرين وتقبُّل الاختلاف والتنوع من خلال تعزيز احترام وتقبل وجهات النظر المختلفة، مما يساهم في تنمية مهارات التسامح والتعايش مع الآخر، وبالتالي سنستغني عن برامج ودورات التدريب التي تعنى بتنمية الثقة بالنفس والقدرة على المناقشة؛ لأنه من خلال الحوار، يكتسب الابن والابنة الثقة بأنفسهم والقدرة على طرح أفكارهم ومناقشتها بفاعلية، وبالمقابل يعزز الحوار التعلم النشط والمشاركة الإيجابية في العملية التعليمية، مما يحفزهم على التعلم النشط والإيجابي ونتخلص من فقدانهم للشغف عبر مراحل تعليمهم. وهناك من رأيي نقطة مهمة إذا اهتمت بيوتنا في تكريس اهتمامها بالحوار الفاعل مع أبنائها؛ حيث تكمن هذه الأهمية في تعزيز مهارات حل المشكلات لديهم، وهذه المهارة ستنتج لنا جيلاً يواكب رؤية الوطن والمستقبل، جيلاً يستطيع إيجاد حلول للصعوبات والتحديات التي تواجههم وتواجه حياة المستقبل، جيلاً يصنع الفرق في الإنجاز ويجعل وطنه في المقدمة دائماً. ختاماً.. بالإجمال، يمثل الحوار أداة تربوية قيمة تساهم في تنمية مختلف المهارات المعرفية والاجتماعية والشخصية، مما يسهم في تحقيق أهداف كل ما يحلم به الوطن، وبيوتنا هي الولادة الأولى لفن الحوار.