«دع الأيام تفعل ما تشاء.. وطب نفسًا إذا حكم القضاء».. أبهرتني مقولة الإمام الشافعي تلك، فبمثل ما تحتوي من «قدرية» إلا أنها تحمل بين طياتها الكثير من الطاقات الإيجابية التي تحثك على عدم الضعف أو الاستسلام لأحكام الحياة وأقدارها، بل تدفعك للوقوف إذا تعثّرت، والنهوض إذا سقطت، والتعالي على الهفوات وعدم الالتفات لما فات، في «رسالة» الشافعي الكثير من الحكم لتُحكى والعبر لتُروى. أنظر إلى نفسك لأنك أساس الكون ولغز الله في أرضه، أنت أيها «الإنسان» جوهر هذه الأرض، هي حكمة ربك في خلقه، حين كرم الإنسان وأنعم عليه بالعقل والفؤاد ليكون مرشده ومنبهه نحو مسار الصواب والخطأ، إنك الحرّ أيها «الإنسان» الجدير بالتفكّر والتدبّر، القادر على اتخاذ صناعة قرار يومك وغدك، الجدير بنسج طموحاتك وتطلعاتك، وترجمة أحلامك، لا تأبه لحوادث الأيام ولياليها، بل اعمل بجد على تجاوزها وتحويلها إلى قوة دافعة لك. الحياة ليست مجرد سلسلة من الأحداث والتحديات، بل هي ميدان للإبداع والنمو والتطور، فالتحديات والصعوبات التي تواجهك هي جزء لا يتجزأ من رحلتك في هذه الحياة. «الفشل هو محط انطلاقي، وليس نهاية طريقي».. هذه المقولة للشاعر والأديب والفيلسوف الراحل غازي القصيبي تذكرنا بأن الفشل ليس نهاية العالم، بل يمكن أن يكون بداية جديدة لتحقيق النجاح، إذ يجب على الإنسان أن يستفيد من تجاربه السلبية ويستخدمها كفرصة للتعلم والنمو والتطور، بصرف النظر عن مدى صعوبة الظروف التي نمر بها، يمكننا دائمًا العثور على القوة داخلنا للتغلب على التحديات والوصول إلى أهدافنا. المهم ألا تفقد الأمل والثقة في قدراتك وإمكاناتك، فكل خطوة تخطوها، حتى وإن كانت صغيرة، هي خطوة نحو تحقيق ذاتك واستكشاف ما أودعه الله فيك من مواهب وقدرات. لذا، اعتبر كل تجربة تمر بها فرصة للتعلم والنمو، وليكن شعارك دائمًا «أستطيع» بدلًا من «لا أستطيع». وتذكر دائمًا أن الحياة مليئة بالفرص والإمكانات، وأنت المسؤول عن اغتنامها، وهي مليئة بالمفاجآت كذلك، لذا يجب علينا أن نكون مستعدين لمواجهتها والتعامل معها بشكل إيجابي فكل يوم هو فرصة جديدة لنبدأ من جديد ونعمل على تحقيق أهدافنا وتحقيق أحلامنا. لا يمكننا التحكم في كل شيء في الحياة، ولكن يمكننا التحكم في كيفية استجابتنا للمواقف والتحديات التي نواجهها. بالتفكير الإيجابي والتفاؤل، يمكننا تحويل الصعوبات إلى فرص والمضي قدمًا نحو تحقيق أهدافنا. لذا، نحن محكومون بأن نستمر في العمل بجد واجتهاد، وأن نكون دائمًا على استعداد لمواجهة التحديات برأس مرفوع وقلب مفتوح، لنستفد من التجارب السلبية ونتعلم منها، ولنبني على النجاحات ونسعى لتحقيق المزيد منها. إن الإيمان بأن لدينا القدرة على تحقيق النجاح والسعادة في الحياة هو مفتاح النجاح. فلنكن دائمًا مصدر إلهام لأنفسنا وللآخرين، ولنسعى لتحقيق أهدافنا بإصرار وإيمان. «دع الأيام تفعل ما تشاء .. وطب نفسًا إذا حكم القضاء»، هذه المقولة ستبقى تذكيرًا قويًا لنا بأننا قادرون على تحقيق النجاح والسعادة في حياتنا بغض النظر عن التحديات التي نواجهها، ابتسم للحياة وتحدّ الصعاب، واعلم أن لكل عثرة حكمة ولكل تجربة مغزى، و»دع الأيام تفعل ما تشاء»، ولكن كن أنت القائد لرحلتك، متسلحًا بالإيمان والأمل والتفاؤل.