يتفاقم القلق في المنطقة والعالم من انتقال الحرب الإسرائيلية من قطاع غزة إلى لبنان، مع تواتر الحديث عن نية إسرائيل تدمير لبنان بدعوى الرد على هجمات حزب الله على شمال إسرائيل. وهي مغامرة متهورة من رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو، الذي يود لو أشعل الحرب في كل مكان في العالم ليستمر بقاؤه في السلطة، لتأجيل قضاياه وفضائحه إلى أطول أجل ممكن. وهي مغامرة متهورة؛ لأنها يمكن أن يعمَّ لهبها منطقة الشرق الأوسط بمعناها الجغرافي الواسع. ومن المرجح أن ضرب حزب الله سيقود إلى رد إيراني يمكن أن يتحول إلى تدخل عسكري مباشر، كما أن أذرع إيران في المنطقة ستتدخل بدورها. والأكثر أهمية أن نتنياهو؛ وهو غير عسكري، يراهن على قدرة الجيش الإسرائيلي على خوض الحرب في جبهات عدة، وليس في غزة وحدها، وهو رهان خاسر؛ لأن حرب غزة؛ التي حسب نتنياهو أنها مجرد نزهة قصيرة، ها هي تتواصل منذ أكثر من نصف عام دون أن يحقق نتنياهو وجيشه النصر المنشود. من الواضح أن نتنياهو قرر الانتحار سياسياً وعسكرياً، لكنه لن ينتحر قبل أن يجر واشنطن معه إلى جحيم الحرب التي لا جدوى منها.. لن ينتحر قبل أن ينحر اللبنانيين... بعد الغزيين.