وسط ارتباك داخلي وتوقعات بخسارته في انتخابات الرابع من يوليو القادم وعودة «حزب العمال» إلى السلطة بعد 14 عاماً في المعارضة، اعتذر رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، اليوم (الجمعة)، عن عدم حضوره كل مراسم إحياء ذكرى إنزال «نورماندي» شمال فرنسا، مفضلا إجراء مقابلة تلفزيونية خلال حملة الانتخابات التشريعية في بريطانيا. وأحيا قادة عدد من دول العالم الذكرى ال80 لعملية أوفرلود عندما قام عشرات الآلاف من قوات الحلفاء بإنزال على شواطئ نورماندي شمال فرنسا في السادس من يونيو (حزيران) 1944. ومهدت العملية العسكرية الواسعة الطريق لتحرير فرنسا والانتصار على ألمانيا النازية في الحرب العالمية الثانية. وسارعت المعارضة إلى اتهام سوناك بجلب «العار» لمكتب رئيس الحكومة بغيابه عن مناسبة كبيرة حضرها زعماء دول أخرى في نورماندي أمس (الخميس). وغاب رئيس وزراء بريطانيا عن الحفل الرئيسي في «أوماها بيتش» الذي حضره الرئيسان الفرنسي إيمانويل ماكرون ونظيره الأمريكي جو بايدن. وفي منشور على منصة «إكس» قال سوناك: «بعد انتهاء الفعالية البريطانية في نورماندي عدت إلى المملكة المتحدة». وأضاف: «بعد التفكير كان من الخطأ عدم البقاء في فرنسا لفترة أطول، وأنا أعتذر». واعتبر سوناك أن «الذكرى ينبغي أن تكون للذين قدموا التضحية القصوى من أجل بلدنا، آخر ما أريده هو أن تطغى السياسة على احتفالات الذكرى». وأضاف: «لدي اهتمام شديد بالمحاربين القدامى، وتشرفت بتمثيل المملكة المتحدة في عدد من الفعاليات في بورتسموث وفرنسا خلال اليومين الماضيين ولقاء الذين استبسلوا في القتال». وأرسل سوناك وزير الخارجية ديفيد كاميرون لحضور المراسم، وظهر في الصور إلى جانب القادة الآخرين. وحضر زعيم حزب العمال المعارض كير ستارمر، وظهر في صور خلال لقاء مع الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي. من جهته، اتهم عضو حزب العمال جوناثان آشوورث رئيس الوزراء البريطاني بأنه فضل الظهور التلفزيوني على حساب قدامى المحاربين. وقال زعيم «حزب الليبراليين الديموقراطيين» إيد ديفي إن سوناك «جلب العار» لمنصبه و«خذل بلدنا»، على حد تعبيره. وأجرى سوناك المقابلة التي ستبث (الأربعاء)القادم مع قناة "أي تي في" الإخبارية. وفي مقطع نشر في ساعة متأخرة من يوم (الأربعاء) الماضي، نفى أن يكون على استعداد للكذب من أجل البقاء في السلطة.