عادةً ما يعبّر الأشخاص عمّا يدور في وجدانهم بأساليب وصورٍ مختلفة، ففضاء الإعلام المرئي وإذاعات الراديو ومساحات التواصل الحديث تصدح بتوصيات وأصداء أصوات المستشارين والمتخصصين والمحللين بمهنية وشفافية وبشكل منضبط، وتعج بأقوال أصحاب الميول والهوايات، وكلها يسد حاجة المشاهد والمستمع؛ ليجد المريض استشارةً مجانيةً لعلّته، ويستنير المتعثر مالياً برأيٍ أو توصية ربما تعدّل من وضعه، ويسترشد الذاهب إلى علمه طريقةً لتعديل مساره المهني. ما يعنيني في هذا الفضاء الرحب هم أصحاب الأفواه الصامتة والضمائر المُفوهة، من يترجمون ما تكنّه ضمائرهم بريشة القلم على أنغام أوتار شرايين قلوبهم وخلايا عقولهم، معتمدين على أساس الدين وإيمان العقيدة وسلاح حب الوطن والالتزام بالقيم والنظم. منذ زمنٍ طويلٍ أنام وأصحو على حلم الغناء للجمهور بصوتٍ عالٍ، ولكن بين سطور الصحافة ودور النشر، متأثراً بكتبة وطننا الغالي في شتى المجالات الثقافية والاقتصادية وحتى الرياضية.. تطوّر اهتمامي منذ صغري من الفضول إلى القراءة المستمرة إلى الرغبة في ترجمة ما تأثرت به، ولكن ليس على هيئة قصيدة شاعرية أو إلقاء خطابة، إنما «تحبير قلم» على حافة الملاحظات الشخصية. إن هواية الكتابة مرآة وضّاءة، تترجم ما يدور بالخاطر وتسير بالقارئ إلى غاية ما يريده الكاتب، توصل رسائل وترسم خرائط وتنفد مُشكلات وأيضاً تقترح حلولاً ينتهي معها المقال.