لم يكن الأمر الملكي الكريم بتخصيص يوم (22 فبراير) من كل عام يوماً لذكرى تأسيس الدولة السعودية، باسم (يوم التأسيس)، إلا تجسيداً لأهمية تاريخ هذا الوطن الضارب في أعماق التاريخ، وضرورة استحضاره لخلق وعيٍ وطنيٍ يعتزّ بهذا التاريخ وبأهمية تلك اللحظة حينما تولى الإمام محمد بن سعود بن مقرن منتصف العام 1139ه/ 22 فبراير 1727م الحكم في الدرعية مؤسس الدولة السعودية الأولى بعد فترة عانت فيها المنطقة من الانقسامات والنزاعات الداخلية والتهديدات الخارجية والأوضاع المعيشية والحياتية الصعبة التي عانتها جزيرة العرب عامة ونجد خاصة. وقال أستاذ التاريخ المشارك بجامعة نجران الدكتور عوض بن عبدالله العسيري، في تصريحٍ لوكالة الأنباء السعودية: إن الإمام محمد بن سعود استطاع بحكمته وصبره وثباته على مبادئه النبيلة، التغلب على كل تلك الصعاب فأسس الدولة ووحد شطري الدرعية ووسّع في عمارتها وأصلح أحوال المجتمع ونشر العدل بين جميع مكوناته، ثم عمل على بناء أساس سياسي سليم لإمارته حتى جعل منها قوة سياسية مستقلة وهيئها لتولي أدوار تاريخية حاسمة في تاريخ الجزيرة العربية والمشرق العربي الحديث، كما قاد إمارته الفتية لتوحيد معظم مناطق نجد تحت كيان سياسي موحد، وتصدى للتهديدات الخارجية التي تهدد كيانه الفتيّ، وأمّن كذلك طرق الحج والتجارة ونشر الاستقرار والأمن. وأشار إلى أن نجران كانت من بين المناطق التي ارتبطت بعلاقات مبكرة بالدولة السعودية الأولى وتحديداً منذ زمن الإمام المؤسس محمد بن سعود -رحمه الله-، فقد كانت نجد عمقاً طبيعياً لقبائل نجران لدواعي اقتصادية واجتماعية، وفي عهد الإمام سعود الكبير -رحمه الله- دارت مراسلات ودية بينه وبين بعض زعماء نجران وأعلنت ولاءها للدولة السعودية، وقد استمر هذا الولاء حتى يومنا الحاضر.