يُعد يوم التأسيس السعودي مناسبة وطنية للاحتفاء بذكرى تاريخ تأسيس الدولة السعودية الأولى على يد الإمام محمد بن سعود -رحمه الله- قبل ثلاثة قرون؛ حيث أسس كياناً سياسياً يحقق الوحدة والاستقرار والازدهار، وفي ذاك اليوم أصبحت الدرعية عاصمة الدولة السعودية الأولى، ويعد يوم التأسيس استذكاراً لامتداد الدولة السعودية من ثلاثة قرون، وإبرازاً للعمق التاريخي والحضاري لها، واحتفاءً بالإرث الثقافي المتنوع، ووفاءً لمن أسهم في خدمة الوطن من الأئمة والملوك والمواطنين. نظّم الأمور الداخلية ووحّد المنطقة ورتّب الاقتصاد ونشر الاستقرار وتأسست الدولة السعودية على يد الإمام محمد بن سعود وتولى الحكم في الدرعية في النصف الثاني من عام 1139ه، وتم تحديد 30 جمادى الثاني 1139ه الموافق ليوم 22 فبراير 1727م ليكون هذا اليوم تاريخاً لتأسيس الدولة السعودية الأولى. وانطلقت من عاصمتها الدرعية رحلة بناء دولة عظيمة قبل ثلاثة قرون، وتحلّى الإمام المؤسس برؤية ثاقبة، فقد درس الأوضاع التي كانت تعيشها إمارته، والإمارات التي حولها بشكل خاص ووسط الجزيرة العربية بشكل عام، وبدأ منذ توليه الحكم التخطيط للتغيير عن النمط السائد خلال تلك الأيام، فأسّس لمسارٍ جديد في تاريخ المنطقة تمثّل في الوحدة والتعليم ونشر الثقافة وتعزيز التواصل بين أفراد المجتمع والحفاظ على الأمن، كما كان محباً للتأمل والتفكّر وهو ما يدل على شخصيته في الاستقراء والتأني والرؤية المستقبلية. نقل الدرعية من الضعف والانقسام إلى التوحيد والاستقلال السياسي شجاعة وتأثير وُلد الإمام محمد بن سعود بن محمد بن مقرن عام 1090ه / 1679 م، ونشأ وترعرع في "الدرعية" وعرف عنه صفات متعددة، كالتديّن، وحب الخير، والشجاعة، والقدرة على التأثير، كما استفاد من التجربة التي خاضها في شبابه حين عمل إلى جانب والده في ترتيب أوضاع الإمارة، وهو ما أعطاه معرفة تامة بكل أوضاعها، وشارك الإمام في الدفاع عن "الدرعية" فصمدوا ودحروا الجيش المعتدي، والإمام محمد بن سعود -رحمه الله- امتداد لتاريخ أسلافه الذين بنوا الدرعية وحكموها، وانتقل بها من دولة المدينة إلى دولة واسعة، وتولّى الحكم في أوضاع استثنائية في منتصف 1139ه -فبراير 1727م-. وعانت الدرعية قبيل توليه الحكم من ضعف وانقسام لأسباب متعددة، وانتشار مرض الطاعون في جزيرة العرب خلال تلك الفترة وتسببه في وفاة أعداد كبيرة من الناس، ومع كل هذه التحديات استطاع أن يتغلّب عليها وأن يتخطاها ويوحّد الدرعية، وأن يسهم في نشر الاستقرار في منطقة العارض. «يوم التأسيس» يُرسّخ الشعور بالفخر والاعتزاز بالانتماء للمملكة سور الدرعية وتم تأسيس الدولة السعودية الأولى وتوحيدها وبناؤها في عهد الإمام محمد بن سعود خلال أربعين عاماً، ومن أبرز أعماله خلال الفترة 1139 / 1158ه الموافق 1727 / 1745م، توحيد شطري الدرعية وجعلها تحت حكم واحد بعد أن كان الحكم متفرقاً في مركزين، والاهتمام بالأمور الداخلية وتقوية مجتمع الدرعية وتوحيد أفراده، وتنظيم الأمور الاقتصادية للدولة، إضافة إلى بناء حي جديد في سمحان وهو حي الطرفية، وانتقل إليه بعد أن كان حي غصيبة مركز الحكم مدة طويلة، كما نشر الاستقرار في الدولة في مجالات متنوعة، والاستقلال السياسي وعدم الولاء لأي قوة، في حين أن بعض بلدان نجد كانت تدين بالولاء لبعض الزعامات الإقليمية، كذلك إرساله أخاه الأمير مشاري إلى الرياض لإعادة دهام بن دواس إلى الإمارة بعد أن تم التمرد عليه بناء على طلب دهام المعونة من الدولة السعودية الأولى، والتواصل مع البلدات الأخرى للانضمام إلى الدولة السعودية، وقدرة الإمام الكبيرة على احتواء زعاماتها وجعلهم يعلنون الانضمام للدولة والوحدة، وبناء سور الدرعية للتصدي للهجمات الخارجية القادمة إلى الدرعية من شرق الجزيرة العربية. عمق تاريخي ويوم التأسيس يوافق 22 فبراير 1727م وهو يوم تأسيس الدولة السعودية الأولى -المؤسس الإمام محمد بن سعود-، وصدر الأمر الملكي الكريم من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- بأن يكون يوم 22 فبراير يوماً للتأسيس وهو اليوم الذي يرمز إلى العمق التاريخي والحضاري والثقافي للمملكة، ولم تكن البداية قريبة، بل تتجذر لزمنٍ ما قبل الإسلام، حيث قَدِم بنو حنيفة إلى اليمامة في مطلع القرن الخامس الميلادي، واستقروا في وسط الجزيرة العربية ليؤسسوا اليمامة التي تمركزت في منطقة العارض في نجد؛ على ضفاف وادي حنيفة، لتصبح بعد ذلك جزءاً من الدولة النبوية عند ظهور الإسلام، وبعد انتهاء الخلافة الراشدة، تزعزع الاستقرار في الجزيرة العربية، وساد فيها الإهمال والضعف وهُجرت المنطقة وأصبحت في طي النسيان، حتى عاد الأمير مانع بن ربيعة المريدي الحنفي، ليكمل مسيرة عشيرته "بني حنيفة" في منتصف القرن التاسع الهجري، وتحديداً في عام 850ه/1446م، حيث تمكّن الأمير من العودة إلى وسط الجزيرة العربية حيث كان أسلافه، وكان قدومه اللبنة الأولى في مراحل تأسيس الدولة السعودية الأولى التي ستبرز لاحقاً، عندما أسس مدينة الدرعية الثانية -والتي تكونت من غصيبة والمليبيد-، لتكون المدينة القابلة للتوسع وتحقيق الأمن والاستقرار، وهي مختلفة عن الدرعية التي كانوا يستقرون على أرضها بالقرب من القطيف شرق الجزيرة العربية. مرحلة جديدة وبعد أكثر من 280 عاماً تعاقب فيها أبناء مانع المريدي وأحفاده على إمارة الدرعية، تهيأت المنطقة لمرحلة جديدة وذلك عندما تولى الإمام محمد بن سعود -رحمه الله- الحكم في منتصف عام 1139ه -فبراير 1727م- حيث نقل الدرعية من الضعف والانقسام، إلى توحيدها واستقلالها السياسي، ليؤسس الدولة السعودية الأولى، وعاصمتها الدرعية. ووُلد الإمام محمد بن سعود بن محمد بن مقرن في الدرعية عام 1090ه -1679م- ونشأ وترعرع فيها، واكتسب خبرة من التجارب التي خاضها حينما عمل إلى جانب والده وجدّه أثناء توليهم الإمارة، مما أكسبه خبرة في الحكم، ومعرفة بأوضاع الدرعية، وبفضل عزمه ورؤيته، ومعرفته بأحوال المنطقة، فقد تمكن من تحقيق طموحه، وتجسيد عزمه ليتشكل في دولةٍ مستقرة، ومزدهرة، وعندما تولى الإمام محمد بن سعود الحكم، عمل على تأسيس الوحدة فيها وتأمين الاستقرار والأمن داخلها وفي محيطها من البلدات والقبائل وحماية طرق الحج والتجارة، ونظّم الأوضاع الاقتصادية للدولة، وتوسّع في بناء وتنظيم أسوار الدرعية، وانطلقت بعدها الدولة بتوحيد المناطق في وسط الجزيرة العربية؛ لتشكل بداية المرحلة الأولى من توحيد الدولة السعودية الأولى الذي اكتمل في عهد أبنائه وأحفاده. إرث ثقافي وهناك من يتساءل عن ما الفرق بين يوم التأسيس واليوم الوطني؟ يوم التأسيس الموافق 22 فبراير 1727م هو يوم تأسيس الدولة السعودية الأولى -المؤسس الإمام محمد بن سعود، والهدف منه التعريف بتاريخ سياسي دقيق يحدد بداية الدولة السعودية بتأسيس الدولة السعودية الأولى على يد الإمام محمد بن سعود في عام 1139ه في الدرعية بعدد من المواقف والسياسات الدالة على بدء قيام الدولة وتأسيسها، لذا فيوم التأسيس ليس بديلاً عن اليوم الوطني يوم توحيد المملكة، وإنما مناسبة جديدة لاستذكار العمق التاريخي للمملكة العربية السعودية، إذ تمتد سلسلة الحكم إلى ما يقارب ال600 عام حينما أسس مانع المريدي مدينة الدرعية وهو الجد الثالث عشر لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان -حفظه الله-، لكن التأسيس وتغير شكل الحكم من المدينة إلى الدولة الواسعة حدث في عهد الإمام محمد بن سعود -رحمه الله- الذي تولى عام 1139ه/ 1727م، فتم اختيار يوم الثاني والعشرين من فبراير من كل عام للاحتفال بيوم التأسيس، وتتركز أهداف يوم التأسيس على ترسيخ العمق التاريخي للمملكة، والاحتفاء بالإرث الثقافي للمملكة، والتأكيد على أن تأسيس الدولة بدأ من تأسيس محمد بن سعود بن مقرن الدولة السعودية الأولى، إضافة إلى ترسيخ الشعور بالفخر والاعتزاز بالانتماء للوطن، أمّا اليوم الوطني 23 سبتمبر1932م فهو يوم إعلان توحيد المملكة على يد الموحّد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود -طيّب الله ثراه-. حكمة وعدل ومن الجهود التي تقوم بها دارة الملك عبدالعزيز نشرها قصصًا موثقة عن الإمام محمد بن سعود -رحمه الله- تعكس نظراته في الحياة الاجتماعية والسياسية ورؤيته لمجتمعه والقيم التي كانت ترتكز عليها مبادئه الشخصية في إدارة شؤون الحكم، ونشر حساب الدارة على منصة (X) هذه القصص ضمن المحتوى التاريخي لمناسبة الذكرى الأولى ليوم التأسيس الذي تحتفل به المملكة العربية السعودية كل عام، ولقيت القصص رواجًا لافتًا كونها تمثل واقعًا عن الإمام محمد بن سعود تناقلته كتب المؤرخين واحتفظت به الذاكرة الوطنية وأصبحت تطبيقًا ودليلاً عن صفات الحكمة والعدل والأمن والوقوف بجانب الحق في شخصيته ثم في السياسة الداخلية والخارجية للدرعية، وتستمر الدارة في نشر هذه الروايات والقصص المتعلقة بالشخصيات الحاكمة في الدولة لترسيخ مكانة يوم التأسيس من خلال نقل واقع الدولة السعودية الأولى إلى أحفادها اليوم من خلال رواية من التأسيس. مرجعية وطنية وفي إحدى الروايات التي نشرتها دارة الملك عبدالعزيز أن الإمام محمد بن سعود قدّم مبلغ (4000) ذهباً لتاجر من منطقة القصيم اسمه ناصر بن إبراهيم وفد إليه في العاصمة الدرعية كان قد خسر تجارته، وحين سُئل الإمام عن سر تقديمه هذا المبلغ لرجل لا يعرف إلاّ اسمه قال بحكمة مردها إنسانيته العالية: "حتى لا يقع الكريم لقمة سائغة للسُّفَّل"، ورواية أخرى معروفة لدى المؤرخين والمتخصصين إلا أنها بعيدة من متناول العامة تتحدث عن حرصه على تزويج الشباب لتحقيق الأمن الاجتماعي، وتعد هذه الروايات وثائق تاريخية قابلة للتعمق والتحليل والربط. وظهر حساب دارة الملك عبدالعزيز في أول احتفال بيوم التأسيس متفردًا ومميزًا بمحتوى تاريخي موثوق ويجمع بين العلمية والإعلامية حيث برع في تحويل النص التاريخي إلى مادة إعلامية بعد تهذيبه وتخفيفه، جذب الانتباه لها، ويعود ذلك إلى الدور المحوري للدارة في بناء المحتوى وقاعدة المعلومات الرئيسة ليوم التأسيس لكونها المرجعية الوطنية للتاريخ الوطني ومصادره التاريخية، حيث أصدرت كتيب التأسيس الذي اعتمدت عليه المؤسسات الحكومية والمؤسسات الخاصة الكبيرة والصحف وكبار المغردين والناشرين بمشاركاتهم الاحتفائية بيوم التأسيس الأول. تاريخ الدولة ولخصت دارة الملك عبدالعزيز سلسلة من أحداث دولتنا المملكة منذ التأسيس وحتى الآن، وكيف أصبح وطننا شامخًا مبنياً على أُسّس من الطموح والإيمان بجميع أطواره التاريخية، ليكون نبراسًا للبناء والسيادة الوطنية، في ظل قادة آل سعود الذين تمرّسوا على تذليل العقبات منذ التأسيس وحتى حاضرنا ومستقبلنا الزاهر -بإذن الله- ومن خلال نشرة أصدرتها "الدارة تاريخ الدولة السعودية منذ التأسيس فبينت خلالها الآتي: تأسست الدرعية على يد "مانع بن ربيعة المريدي" عام 850ه/1446م، الدولة السعودية الأولى تأسست عام 1139ه/1727م على يد الإمام محمد بن سعود وعاصمتها الدرعية، وعمرها 94 عامًا، وحكامها: الإمام محمد بن سعود، والإمام عبدالعزيز بن محمد، والإمام سعود بن عبدالعزيز، والإمام عبدالله بن سعود، ونهايتها كانت في عام 1233ه/1818م، تأسست الدولة السعودية الثانية عام 1240ه/1824م ومؤسسها الإمام تركي بن عبدالله بن محمد بن سعود، وعاصمتها الرياض، وعمرها 69 عامًا، وحكامها: الإمام تركي بن عبدالله، والإمام فيصل بن تركي، والإمام عبدالله بن فيصل، والإمام عبدالرحمن بن فيصل، ونهايتها كانت في عام 1309ه/1891م، وبيّنت الدارة أن الدولة السعودية الثالثة تأسست عام 1319ه/1902م على يد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن بن فيصل آل سعود، وعاصمتها الرياض، وحكامها: الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، الملك سعود بن عبدالعزيز آل سعود، الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود، الملك خالد بن عبدالعزيز آل سعود، الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود، الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، والآن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله ورعاه-. عابق بالإنجازات وصدر كتاب يحكي ويوضح ويؤكد ويوثق تاريخ المملكة العربية السعودية بدءاً من يوم التأسيس، حيث يعد يوم التأسيس ذكرى مهمة في تاريخ المملكة، وذا أهمية عظيمة، حيث صدر قرار ملكي سعودي من الملك سلمان بن عبدالعزيز بأن يكون يوم 22 فبراير من كل عام يومًا لذكرى تأسيس المملكة، ويصبح إجازة رسمية كاليوم الوطني السعودي الذي يتم الاحتفال به أيضاً كل عام، وكتاب يوم التأسيس يعد شاملًا لمراحل تأسيس المملكة العربية السعودية، منذ بداية عهد الإمام محمد بن سعود بتوليه الحكم في الدرعية في عام 1139ه، وصدر الكتاب عن دارة الملك عبدالعزيز، ويتكون من 59 صفحة، إذ يوثق الكتاب تاريخ المملكة الحافلة بالإنجازات الخالدة والأمجاد العريقة، وتم تأسيس هذا الكتيب لتحكي صفحاته بداية قصة التأسيس ورموزه ومجتمعه منذ 3 قرون وحتى الآن، وكتاب يوم التأسيس يعد ملحمة تاريخ عابق بالإنجازات، يتناول فكرة يوم التأسيس وشعاره، وجذوره، وأرض التأسيس، والدرعية، بالإضافة إلى مجتمع وثقافة التأسيس، وكلمات الملوك وولي العهد حول التأسيس. عناصر جوهرية وعن شعار يوم التأسيس تحدث د. محمد الهاجري -أستاذ اللغة العربية- ل"الرياض" قائلاً: إن شعار يوم التأسيس جاء معبراً كأدق تعبير؛ فكان الشعار ذا شكل دائري يحمل في داخله خمسة رموز، هي: العَلَم السعودي، والنخلة، والصقر، والخيل العربية، والسوق، وهي خمسة عناصر جوهرية تعكس وجوداً عميقاً، وحيوية متجددة، وعبر نمط من الخط العربي التاريخي يأتي نص الشعار معبّراً عن: "يوم التأسيس 1727م"؛ ليربطنا بحقبة الدولة السعودية الأولى؛ إذ كان ذلك الخط قد كُتبت به إحدى المخطوطات التاريخية التي تؤرخ لتلك البدايات، مضيفاً: لقد حملت رموز شعار التأسيس دلالات عميقة، عكست أهمية المناسبة، وقيمة الاحتفاء بها؛ فجاء "العَلَمُ السعودي" رامزاً للتكوين ورايةً للتوحيد، ودلالة على الانتماء والوطنية، راية تخضبت باللون الأخضر عاكسة النماء، والعطاء، والرخاء، وتطرّزت ب"لا إله إلا الله محمد رسول الله" دستوراً ومنهجاً، مبيناً أنه توسط العَلَم السعودي منتصف الشعار، ليكون بمثابة القلب النابض لبقية العناصر التي تدور حوله، وحضرت "النّخلة" باسقة في الشعار؛ لتعكس النماء والعطاء، راسخة في الأرض، ممتدة الجذور، قديمة الغرس، دالة على الثبات والاتزان، رامزة للظل، والأمان، والرفاه، والطموح، كما حوى الشعار "الصّقر" فارداً جناحيه محلقاً عالياً؛ ليمثل الشموخ، والسمو، والرؤية العميقة المنطلقة عبر ثلاثة قرون، لتَعبر إلى المستقبل بكل همّة وثبات. أصالة الحدث وأوضح د. الهاجري أنه لم تغب أحد أهم مُمَكِّنات التأسيس؛ فحضرت "الخيل" رمزاً من رموز شعار يوم التأسيس، دالة على أصالة الحدث، وفروسية أهله، رامزة للشجاعة والإقدام، وعاكسة نشر الخير في أرجاء البلاد؛ فالخيل معقود بنواصيها الخير إلى يوم القيامة، وكان "السوق" هو خامس العناصر المُشَكَّلَةِ لرموز شعار يوم التأسيس، دالاً على الرخاء والاستقرار، وممثلاً لدائرة الاقتصاد، والنمو، والازدهار، كما أكَّدَ شعار يوم التأسيس على مسألة غاية في الأهمية، مثَّلَت هدفاً من أهداف الدولة السعودية، ألا وهو الْعِلْمُ؛ فقد حوى الشعار نصّاً عُبِّرَ به عن "يوم التأسيس" من خلال الخط العربي، تأسيساً للحرف، وتأكيداً على أهمية الْعِلْمِ، والكتابة، والقراءة في حياة الدول والشعوب، مبيناً أنه في الشعار تم التأكيد بوضوح على عروبة الدولة السعودية، وتمثَّل ذلك من خلال عدة مظاهر، منها حضور النخلة، وقد كانت مما تشتهر به شبه جزيرة العرب، حتى غدت جزءاً أصيلاً من الهوية، والثقافة، والتراث السعودي، وجاء المظهر الثاني مُمَثَلاً بالصقر؛ فقد ارتبط العربي بالصقر منذ الأزل، كما اشتهرت رياضة الصيد بالصقور في مجتمع الجزيرة العربية. وذكر أنه حضر المظهر الثالث جلياً من خلال صورة الخيل العربي؛ إذ تلازم الخيل مع الإنسان العربي في صحراء الجزيرة العربية، في علاقة ذات جذور عميقة منذ القِدم، ويأتي المظهر الرابع متمثلاً في استخدام الخط العربي في كتابة نص الشعار، ومن يدقق النظر في شعار يوم التأسيس، يجده متشكلاً بالشكل الدائري؛ ليوحي بالتحرك الموضعي الدائم والمستمر بين عناصر الشعار، في حركة دائرية دائمة، دالة على الحياة والنمو، وعدم السكون أو الجمود، بل إن الحيوية طاغية في الشعار، حيث تعكس الحركة الدائمة والنماء المستمر للدولة. وقوف أمام تاريخ الوطن محاكاة أيام التأسيس تنوع الفلكلور وتوحدتْ القلوب د. محمد الهاجري ابتهاج وفرح على وجوه أطفال الوطن ماضٍ تليدٌ وحاضر مشرق شعور الاعتزاز أجيال الحاضر تعتز بالماضي الجميل استذكار حياة الأولين صمود الماضي ثبات الحاضر