في خاطري ذكريات جميلة تجاه من كان وجودها نوراً كالشمس الساطع.. «الأم الرؤوم» كما أطلق عليها قديماً وحديثاً.. الجمال الذي اكتحلت به الأجفان على امتداد الأزمان.. الشعراء كتبوا مئات القصائد عليها عبر التاريخ.. إنها «عين تِدعِلْ» التاريخية في محافظة العُلا. الشاعر محمد القاضي عبَّر عن حب الناس لها بقوله: من طيبها حفل الجميع بعشقها العين ذات الصيت عند تذكرِ رقراقة الماء النمير بسلسلة عذب الفرات الماء يجري بكوثر لقد أسف أبناء العُلا كثيراً على اختفاء هذه العين منذ عام 1401 للهجرة، التي ستبقى خالدة الأثر والذكر في نُفوس أهالي العُلا والتي ما كان لولا وجودها بفضل الله وحده أن وجدت تلك البلدة القديمة، فتلك العين كانت بمثابة المصدر الرئيس لإمداد أهالي البلدة القديمة (الديرة) بالمياه العذبة وإلى أن حان رحيل السكان عنها إلى مختلف المخططات والأحياء السكنية الجديدة والحديثة التي أنشأتها الدولة أيدها الله بدوام النصر والعز والتمكين. نتمنى من «الهيئة الملكية لمحافظة العُلا» أن تعيد النظر في تلك العين الأثرية التاريخية (تِدعِلْ) المسماه ب«الجُنينة» لسابق عهدها وإعادة ترميمها بشكلها التراثي كما كان في السابق كبقية المباني التي تم صيانتها وترميمها في قرية العُلا (الديرة) من قبل الهيئة الملكية، حتى ولو بحفر بئر إرتوازي في منبعها الذي كان يخرج منه الماء ويستفيد منه أهالي تلك البلدة القديمة في الشرب والغسيل وري مزارعهم.. أمنية لكل العلا السياح والمتنزهين والزائرين.