تمثل عين تدعل الشهيرة الكثير لأهالي محافظة العلا، التي لم تبخل عليهم وروتهم وسقت بساتينهم منذ مئات السنين، ويروي المؤرخون أن الرسول صلى الله عليه وسلم توضأ فيها أثناء مروره بالعلا أبان ذهابه لغزوة تبوك، وكان الأهالي يفتخرون كثيرا بعينهم، إلا أنهم فوجئوا في عام 1402 بتوقفها لأسباب لا يعرفونها، وإن عزا البعض نضوبها إلى سقوط الصخور فيها فحالت دون جريانها، وهناك من يرى ندرة هطول الأمطار سببا في جفاف العين، ومنهم من أرجع نضوبها إلى انتشار حفر الآبار الارتوازية وإن كانت أقرب الاحتمالات ترجح سقوط بعض الصخور الكبيرة على منابعها الرئيسة. والآن وفي ضوء الاهتمام المتنامي بمحافظة العلا وفي إطار سبر كافة أغوار إرثها التاريخي العريق، ننشد من الهيئة الملكية للعلا وهيئة السياحة العامة والتراث الوطني الاهتمام بعين تدعل، للمسارعة بالكشف عن هذا الإرث التاريخي وتطويره وتذليل إي عقبات ومسببات أدت إلى نضوب عين تدعل، واتوقع أن إعادة تأهيلها سيسهم في دعم السياحة في العلا، فضلا عن توفير المياه في المحافظة وسقيا الأهالي وري البساتين، وإعادة الحياة إلى العلا التي ينتظرها مستقبل واعد في ظل اهتمام القيادة بها.