تقع القرية التراثية المعروفة باسم (الديرة) وسط محافظة العلا تقريبا. وقد كانت في الماضي مركز التجمع السكاني بالمحافظة، إلى أن انتقل جميع سكانها تقريبا في أواخر العام 1403ه باتجاه الأحياء الجديدة، التي أنشئت حديثا. والقرية التراثية بالعلا عبارة عن عدد من المباني الطينية المتلاصقة، التي لا تتجاوز الدورين. وتتميز بنسيج عمراني متلاصق ومتلازم، يتخلله شبكة من الطرق والأزقة الضيقة المتعرجة والمستقيمة. وتوجد بالقرية عدة بوابات رئيسية، شيدت لدرء هجمات الأعداء ليلا. مسجد أسسه الرسول وتقع جميع مساجد القرية داخل هذا النسيج العمراني. ويقع المسجد الجامع الذي تم ترميمه في طرف القرية التراثية من جهة الجنوب الشرقي، وهو مسجد أثري قديم أسسه الرسول صلى الله عليه وسلم في طريق غزوته إلى تبوك، وخط مكانه وعلمه بالعظام؛ ولذلك سمي بمسجد العظام، كما يسمى مسجد الصخرة. قلعة موسى بن نصير كما تمتد أسواق القرية في الجهة الغربية على امتداد القرية؛ حيث تقع جميع الدكاكين والمقهى وبئر الماء. علما بأن هذه الأسواق والبئر تم إنشاؤها لاحقا في العهد السعودي. ويطل على القرية قلعة إسلامية فوق جبل مرتفع، تسمى قلعة أم ناصر، وهي قلعة يروى أنه دفن بجوارها القائد المسلم موسي بن نصير. ويستطيع الزائر من أعلاها مشاهدة جميع أرجاء القرية. 35 عينا جارية وتحيط بالقرية من الشرق والجنوب والشمال حقول ومزارع النخيل والحمضيات والفواكه؛ حيث كانت الغالبية العظمى من سكان القرية تزاول أعمال الزراعة؛ نظرا إلى ما تتمتع به أرض العلا من وفرة كبيرة في العيون الجوفية العذبة، التي تصل إلى نحو 35 عينا جارية، أسهمت في اتساع رقعة المزارع القديمة، أضعاف مساحة القرية نفسها. الحلف والشقيق وتتألف القرية من منطقتين هما الحلف والشقيق، ويعتبر المبنى الواقع في غرب القرية هو المركز التجاري للبلدة القديمة؛ حيث كانت تعرض فيه معظم السلع والمواشي. وكان سكان البادية يجلبون ما لديهم من منتجات ويبيعونها في تلك السوق، حسب أعراف وتقاليد وشروط متفق عليها بين أبناء القرية وأبناء القبائل الأخرى. الرحبة.. وقهوة الشيخ وتضم السوق في القرية التراثية مباني جميع المرافق والدوائر الحكومية القديمة، مثل البلدية والشرطة والمستوصف والمدارس والمحكمة. أما قصر الإمارة فهو يقع خارج القرية، حيث يجتمع الناس غالبا في مكان يسمى (الرحبة)، وهو مكان متسع بين السقايف؛ للتشاور وتبادل الأحاديث والأخبار وبيع منتجات مزارعهم. أما مجالس الحل والربط فكان هناك لكل شيخ عشيرة دار تسمى (قهوة الشيخ فلان) تكون مرجعا للأحكام والتشاور والتقاضي واستقبال الضيوف من خارج القرية. الطنطورة الفلكية.. وعين تدعل وتمثل الطنطورة الحساب الزمني والفلكي، وهي عبارة عن مسلة مبنية من الأحجار على أحد المنازل جنوبي الجامع. بنيت لتحديد الأوقات والفصول، وتوزيع مياه العيون بين أهالي القرية بنظام دقيق يحترمه جميع أهل البلد. كما كان مصدر الماء الرئيس لجميع أهالي القرية هو العيون في مجملها. وتقع العين الرئيسية التي تسمى (عين تدعل) شمال القرية داخل السور؛ حيث يتم جلب الماء منها، كما يوجد في القرية عدد من المساجد، منها مسجد الصخرة الأثري، الذي رمم أخيرا على نفقة الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار.