بدعوة رسمية من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وصل اليوم (السبت) الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود إلى مطار القاهرة، لبحث عدد من الملفات على رأسها الأطماع الإثيوبية للأراضي الصومالية، والتأكيد على حماية وحدة وسيادة الصومال على كامل أراضيها، فضلاً على مناقشة الدعم المصري لعملية الاستقرار السياسي والأمني في الصومال خصوصاً فيما يتعلق بالمواجهات مع «حركة الشباب» الإرهابية التابعة لتنظيم القاعدة. ومن المقرر أن يلتقى الرئيس الصومالي نظيره المصري، والأمين العام للجامعة العربية السفير أحمد أبو الغيط، وشيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب لبحث مستجدات الأوضاع في المنطقة. وكانت القاهرة سارعت خلال الايام الماضية، إلى إبداء رفضها التام لمذكرة التفاهم بين أرض الصومال غير المعترف بها دولياً وإثيوبيا والتوغل الإثيوبي فى الأراضي الصومالية وصولاً إلى البحر الأحمر، مؤكدة على ضرورة الاحترام الكامل لوحدة وسيادة جمهورية الصومال الفيدرالية على كامل أراضيها. ويرى خبراء مصريون أن اتفاق إثيوبيا مع أرض الصومال، سيتحول إلى «ملف خلافي جديد» مع مصر، يضاف إلى أزمة سد النهضة، الذي فشلت فيه المفاوضات على مدار ال 13 عاماً، حتى الآن في تحقيق تقدم بشأنه، وسط توقعات بتزايد وتيرة التوترات في القرن الإفريقي بشكل عام. وتحمل زيارة الرئيس الصومالي للقاهرة أبعاداً إستراتيجية مهمة، في إطار التأكيد على الحرص المصري الصومالي على تعزيز العلاقات الثنائية والتعاون بين البلدين على كافة الأصعدة، خصوصاً التعاون في المجال الأمني، لمواجهة تزايد هجمات حركة الشباب الإرهابية في الداخل الصومالي، فضلاً على تعزيز العلاقات الاقتصادية والسياسية بين البلدين. من جانبه أعلن سفير جمهورية الصومال الفيدرالية لدى مصر إلياس شيخ عمر أبو بكر أن زيارة الرئيس حسن شيخ إلى القاهرة هي الثانية من نوعها منذ توليه الحكم، مؤكداً في بيان له اليوم على أهمية الزيارة، والتي تأتي في توقيت شديد الحساسية نظراً لما تواجهه الصومال من انتهاك إثيوبي لسيادتها على أراضيها، عقب إبرام مذكرة التفاهم غير القانونية بين إثيوبيا وإقليم أرض الصومال الواقع شمال غرب الصومال، مشددا على أنه جزء لا يتجزأ من الأراضي الصومالية. وأكد سفير الصومال حرص بلاده على تنسيق المواقف مع مصر، نظراً للدور المحوري الذي تلعبه مصر في المنطقة، مثمناً في الوقت ذاته الدعم المصري الكبير للصومال في أزمته الراهنة.