أبدأ ببيت من الشعر للخليفة الراشد علي بن أبي طالب، رضي الله عنه: ليس الجمال بأثوابٍ تزيننا إن الجمال جمال العقلِ والأدبِ إذن؛ فتوسع المعرفة لتكبر هو المكسب الحقيقي للعلم الذي يورَّث، وهناك حقيقة تقول: المثقف هو من يكون ملماً بمختلف المواضيع والأمور، عكس المتعلم في نطاق معين وتخصص معين.. هنا تأتي «خصخصة القراءة» التي تصنع الفارق بين المثقف والمتعلم.. والقراءة «جنة خضراء» يخرج منها أصناف من المعرفة والوعي والرؤية للحياة بعين الرضا وقراءتها بكل ما فيها لتصبح مختلفة في عين القارئ المتعمق، عكس الذي تقرأه الحياة وتلهيه عن غذاء عقله وفكره. لذلك؛ فإن: قيمتك في ثقافتك ووعيك لإنجاز المهارات، فكل من عرفك بإنجازك وأعمالك تكسو عينه الاحترام لك، وتكون لك قامتك وقيمتك.. الشاعر خليل مطران يقول: بالعلمِ يُدرك أقصى المجدِ من أممٍ ولا رُقي بغير العلمِ للأممِ فالعلم والثقافة تصنع لك مكانة وتعطيك إمكانات، انظر في المجالس لأولئك الذين أعطاهم الله بسطة في العلم؛ تجدهم يترأسون المجالس بكلام واثق، وحديث لافت، ووجهة نظر مختلفة وثاقبة، ولباقة حديث جاذبة وآسرة، وكلما زاد علمك زادت مكانتك وسيرتك. من هنا؛ تظل الثقافة أساس العلم، بل هو قراءة مركزة متخصصة ذات رصيد من المعرفة في الحياة، ويُمكّْن اثرائك دراية جادة تُساهم في منح ثقة راسية في جميع معلوماتك.. لهذا؛ علينا أن نجعل علمنا ذا أثر متأصل في مجتمعنا ليكون نفعاً متعدياً ورسالة لها ذكرى عبر الزمن، فالعلم فهم، والثقافة سلوك يجب أن تكون ظاهرة علينا لا في كلامنا بل في سلوكنا وتعاملنا، لنعيش في وعي وتطبيق لقراءتنا، فننير ونثير ونسير بمجتمعنا ووطننا لنور العلم والإنجاز.