القراءة نقطة التحول من الجهل الساقط الى الوعي المشرق وهي غذاء للعقل ورياضة للفكر وفض لغبار الجهل وكما يحتاج الجسم للطعام لسد رمقه واعادة ما اندثر من جوهره فالعقل ايضا بحاجة الى القراءة للتزود بالعلوم والمعارف والاطلاع على كل جديد.. وان كانت الجزيرة تحدثت عن القراءة وروافدها على صفحاتها فما ذاك الا تشجيعا للأفراد على القراءة لانها من اهم روافد المعرفة الانسانية وثقافة اي امة من الامم تعكسها القراءة فلن يحصل اي فرد على قدر كبير من الثقافة الا عن طريق القراءة. ان الذي يتعود على القراءة ويحب المعرفة والثقافة لا يشعر بنفسه ولا بقيمته ان ترك القراءة فنراه يرفض العيش في ظلام الجهل الذي قد يوقعه في متناقضات كان بامكانه ان يتجنبها. وفي هذا الزمن بالذات بدأت القراءة بالاضمحلال والتلاشي شيئا فشيئا في ظل وجود البدائل من تقنيات حديثة ووسائل ترفيهية وشاشات فضية وللرجوع الى مرفأ القراءة لابد من عدة وسائل أهمها: أولا:« تشجيع الجيل منذ نشأته على مقاعد الدراسة على القراءة والاطلاع والبحث في بطون الكتب ويأتي هنا «دور المدرسة» في تهيئة الجو المناسب للتلاميذ عن طريق القراءة الحرة وتوفير الكتب ذات الاهمية في مكتبة المدرسة واستغلال بعض الحصص الدراسية المهدرة في القراءة والاطلاع حينها ستنشىء امة تصنع حضارات مزودة بمعين من الثقافة والعلوم. ثانياً: مع تنوع اساليب المعرفة ودخول الوسائل الحديثة لابد ان نخصص جزءاً من الوقت للقراءة وادخالها ضمن هذه الوسائل وان نقنع انفسنا بأن القراءة ثمرة شهية في الحياة فلا يمكن الاستغناء عنها ابدا فالانسان الواعي المثقف لابد ان يجعل له برنامجا ثقافيا متوازنا للقراءة حتى يعطي عقله قسطا من الثقافة. ثالثاً: وضع اسبوع خاص بالقراءة يحمل شعاراً معينا للقراءة اسوة بالاسابيع الثقافية الاخرى وليس الهدف منه التشجيع على القراءة في هذا الاسبوع بالذات وانما الهدف منه التذكير بأهمية القراءة في ظل وجود هذا الزخم الهائل من انواع الثقافة وحتى لا تتقلص القراءة ومن ثم يختفي شيئا فشيئا فتصبح سرابا. رابعاً: القراءة مصدر اثراء القاموس اللفظي للانسان ربما ان المكتبات المنزلية تعج بالكتب المتنوعة والمختلفة فلابد من الاستفادة منها فهي في متناول الفرد وبامكانه الاستعانة بها في اي وقت خصوصا قبل النوم وقد اثبتت الدراسات ان القراءة في المنزل اكثر فائدة بكثير من القراءة في الاماكن الاخرى فكلما زادت علاقة الفرد بالقراءة اثمر ذلك وعيا وادراكا وسعة افق. يقول احد المفكرين «كلما ازدادت قراءتك تبين لك كم هي قليلة معرفتك».خامسا: نشر الوعي القرائي من خلال وسائل الاعلام امثال التلفاز والصحافة فكما ان هناك اعلانات تجارية لتسويق البضائع فلابد ان يكون هناك اعلانات ثقافية للكتب المهمة والتي تصدر عن طريق المكتبات ليقتنيها الفرد ويستفيد منها في حياته فقد يجهل الانسان وجود كتب قيمة في المكتبة لانه لا يعلم عنها شيئا ولكن حين يعلن عنها عبر وسائل الاعلام تكون في متناول الجميع.سادساً: هناك بعض المكتبات والتي تقوم ببيع الابحاث للطلبة والطالبات وهذا يقلل من القراءة ويكبد اسواق المكتبات فتذهب الجهود ادراج الرياح ولذلك نوصف في هذا العصر بالذات بأننا امة غير قارئة فالواجب الحد من بيع امثال تلك الابحاث لنشجع الطلبة والطالبات على الاعتماد على النفس اولا وعلى الوعي الثقافي ثانيا. واخيرا: اذا لم تكن القراءة متعة يصقل بها المرء فكره فمصيرها الى البوار والاضمحلال فعلينا ان نقرأ وان نوظف ما نقرأه في واقعنا لأن القراءة من اهم عناصر التفوق الحضاري وهي ركن عظيم يستند عليه الاجيال الطموحة في سباق طويل مع الزمن فهل يا ترى ستعود القراءة حرة طليقة كما كانت سابقا ام ان وسائل العصر الحديثة والتكنولوجيا سحبت البساط من تحت قدمي القراءة؟ سؤال يحتاج الى اجابة. طيف احمد/ الوشم ثرمداء