تواصلت المعارك بين قوات الجيش السوداني والدعم السريع في عدد من محاور القتال في العاصمة الخرطوم وضواحي مدينة ود مدني بولاية الجزيرة وسط البلاد. وأكد شهود عيان، اليوم (السبت)، سماع دوي أسلحة ثقيلة في محيط سلاح الإشارة التابع للجيش بمدينة بحري شمالي العاصمة، فيما تصاعدت أعمدة دخان كثيفة من مناطق تمركز الدعم السريع بضاحية شرق النيل شرقي الخرطوم. وفي محور جنوب العاصمة تصاعدت أعمدة دخان من الأحياء الواقعة جنوب سلاح المدرعات التابع للجيش نتيجة المعارك بين الطرفين. وتجددت المعارك في منطقة «أبو حراز» شمال شرقي مدينة ود مدني بولاية الجزيرة وسط السودان، وحلقت طائرات مقاتلة تابعة للجيش وقصفت عدداً من تمركزات الدعم السريع بالمنطقة؛ فيما سمع دوي المضادات الأرضية التابعة لقوات الدعم السريع محاولة التصدي لطائرات الجيش. وأجبرت العمليات العسكرية على تخوم مدينة ود مدني بولاية الجزيرة، الكثيرين على خوض رحلة نزوح جديدة نحو مناطق آمنة كمدينتي سنار والقضارف. وكان والي الجزيرة بالسودان، أمر أمس (الجمعة)، بحظر تجول من ال6 مساء حتى ال6 صباحا بالتوقيت المحلي. ودارت اشتباكات عنيفة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في قرى شرق ولاية الجزيرة بوسط البلاد. وقال شهود تحدثوا لوكالة أنباء العالم العربي: إن معارك ضارية دارت بين الطرفين في قرية أم عليلة الواقعة على بعد 15 كيلومترا شمال شرقي مدينة ود مدني عاصمة ولاية الجزيرة. وتضم منطقة أم عليلة المستودعات الرئيسية التي تغذي ولاية الجزيرة بالوقود عبر خط الأنابيب. وأضاف الشهود أن الجيش أغلق جسر حنتوب الذي يربط قرى شرق مدينة ود مدني بقلب المدينة، بالتزامن مع تحليق مكثف للطيران الحربي. ولفتوا إلى أن قوات الدعم السريع توغلت بقوة في تخوم مناطق مدينة تمبول وأرياف رفاعة بشرق ولاية الجزيرة، ووضعت ارتكازا في منطقة أبو حراز التي تقع على بعد حوالى 15 كيلومترا شرقي ود مدني. وقال سكان في حي الدباغة بمدينة ود مدني إن الجيش طلب منهم إخلاء منازلهم، وأعرب البعض عن شعوره بخوف شديد بعد اقتراب قوات الدعم السريع من المدينة. وبدأ الكثير من السكان في مغادرة ود مدني فجرا مع سماع أصوات انفجارات قوية وتبادل إطلاق النار في تخوم المدينة من الناحية الشرقية.