تنتابني حالة من التعجب والدهشة وأنا أتابع طوفان القبح الموجّه ضد المملكة، إنه لأمر قبل أن يثير الاستغراب هو يقينًا يثير الازدراء والسخرية من الوهم الذي ينتاب أمثال من يقفون وراء تلك الحملات الممنهجة ضد المملكة، ظنًا منهم أنهم سينالون من صورة المملكة أو القيادة حفظها الله أمام شعبها وباقي الشعوب العربية. يجهل هؤلاء قراءة التاريخ بشكل دقيق، فالمملكة التي هي في مرمى قبحهم الآن، هي ذاتها المملكة التي قال مليكها فهد بن عبدالعزيز - رحمه الله - إبان غزو الكويت دفاعًا عن الشعب الكويتي ومن قبل دولة الكويت بأكملها (نبقى سوا أو نذهب سوا)، وهي ذاتها الكويت اليوم التي ينابح بها جماعة الإخوان لتشويه صورتها أولاً بشكل يومي، لا يتركون فرصة إلا ويسيئون فيها إلى الدولة التي يعلمون يقينًا مواقفها وقت الشدائد والأزمات. السؤال الذي بالفعل لا أجد إجابة مقنعة له حتى الآن، هو لماذا هذا الحقد والكراهية ضد المملكة؟، فنان من مصر الشقيقة يزايد علينا، إخواني من دولة خليجية شقيقة يزايد علينا، ميليشياوي من دولة شقيقة أيضًا يزايد علينا، هل كل هؤلاء القبحاء رغم اختلاف جغرافياتهم اتفقوا على مهاجمتنا؟!. هل المُبرر هو القضية الفلسطينية؟، أتساءل ليس استفهامًا بل تعجبًا، هل تزايدون حقًا على المملكة في القضية الفلسطينية؟ هل أنتم جادون في ذلك؟ هل جماعة الإخوان وكل من يحرك أذنابهم وفرقهم على السوشيال ميديا، هل أنتم حقًا جادون في اتهام المملكة والمزايدة عليها في نصرة الشعب الفلسطيني؟!. لو كنت أعلم أنكم تجهلون التاريخ حقًا لقدّمت لكم درسًا عظيمًا في مواقف المملكة منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز – رحمه الله -، وحتى عهد مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان – حفظهما الله -، لو كنت أعلم أن الهجوم هو جهل بالموقف الحقيقي للمملكة وقيادتها وشعبها من نُصرة الأشقاء ليس في فلسطين وحدها، بل في كل دول عربية دون استثناء لنا فيها صفحة بيضاء ناصعة تسر الناظرين المؤمنين المعتدلين المتصالحين مع ذواتهم، وتغيظ كل لئيم وخبيث وفي قلبه مرض تجاه دولة لم يجد منها الجميع سوى كل المحبة والسلام والدعم. لو كنت أعلم أنكم تجهلون حقًا ماذا قال سمو ولي العهد أمام الجميع أنه يحلم أن تكون (المنطقة) هي أوروبا الجديدة، لم يقل سموه أنه يحلم أن تكون المملكة وحدها بل قال -حفظه الله- المنطقة كلها، فمن من القيادات العربية على كل ما لهم جميعًا من تقدير ومحبة واحترام قال هذا، من منهم كان طموحه في البناء والتنمية يتجاوز حدود بلده وشعبه إلى حدود أشقائه وجيرانه؟!، إنه أيضًا ليس سؤال استفاهم بل سؤال دهشة وتعجب. في القضية الفلسطينية، على من تزايدون؟ تزايدون على المملكة؟ ربما أُحيلكم لما قاله الأمير بندر بن سلطان – حفظه الله – عنكم وعن مواقفكم دون زيادة أو نقصان.. أم تزايدون على أننا نمضي في حياتنا متطلعين نحو الأمل ونحو المستقبل؟ تزايدون على أغنية ومسرحية ومتاحف نقيمها لأبنائنا وبناتنا والجيل الجديد لدينا ليتعلموا معنى الحياة ضد ثقافة الموت التي تحيط بهم من كل اتجاه، ألم ندفع ثمنًا باهظًا لاختطافهم أجيالاً من جماعاتكم وتنظيماتكم، هل عودتهم لطبيعتهم المُحبة للحياة يزعجكم؟، هل خسرت تنظيماتكم أهم مكوناتها؟ هل يزعجكم أن تستمر الحياة في بلادي؟!. كونوا صادقين، إن هدفكم الرئيس هو نشر القبح ومحاربة كل من يكشفكم، ويكفيكم جولة صغيرة على مواقع التواصل الاجتماعي لاكتشاف حجم صياحكم من مجرد تغريدة أو تدوينة من هنا أو هناك فقط تكشف زيفكم وتُعري قبحكم. إن المملكة بقيادتها وشعبها والحمد لله تمضي في مسيرتها، ومن أراد أن يمضي معنا فقلوبنا له، ومن أراد غير ذلك فدعواتنا له بالهداية وأن ينزع الله من قلبه كل حقد وحسد ليكون متصالحًا مع نفسه أولًا ثم بعد ذلك مع غيره.. حفظ الله المملكة قيادة وشعبًا من كل شر.