لا شكّ في أنّه برحيل فقيد الوطن الكبير الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان - رحمه الله - فقدت دولة الإمارات والأمّتان العربية والإسلامية قائداً ملهماً كرّس حياته لخدمة دولة الإمارات وشعبها والإنسانية، لكن عزاءنا في هذا المصاب الجلل أنّ ما حققته دولة الإمارات في عهده - رحمه الله - من إنجازات تاريخية في العديد من المجالات على المستويين الداخلي والخارجي. فداخلياً، قاد الراحل الكبير مرحلة التمكين ونهضة دولة الإمارات التي باتت تتبوّأ المراتب الرفيعة على المؤشرات العالمية في مختلف القطاعات، ودولياً، ستبقى المساعدات الخارجية شاهداً على هذا العطاء الكبير الذي لم تحدّه حدود. وفي هذا المقام، نتقدّم إلى الأشقاء في المملكة العربية السعودية الشقيقة بصادق مشاعر الشكر على مواقفهم الأخوية المخلصة التي تجّلت عقب الإعلان عن وفاة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان - رحمه الله -، فهذه المشاعر تعبّر عن عمق وشائج الإخاء، وعن تميّز العلاقات الفريدة التي تزداد رسوخاً حتى أضحت علاقات استراتيجية تمضي بإرادة صادقة في إطار من الأخوة والثقة، تنبع من إيمان البلدين وقيادتيهما بالمصير المشترك، وعَكَس بيان الديوان الملكي السعودي وما تضمّنه من عبارات تحمل في مكنوناتها عمق العلاقات الاستراتيجية المتجذّرة. ولم يقتصر الأمر على بيان الديوان الملكي، فكان رثاء خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - لشقيقه الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان - رحمه الله - عكست عمق العلاقات الاستثنائية، وما تبعها من توجيه كريم بإقامة صلاة الغائب على فقيد الأمة بعد صلاة العشاء في المسجد الحرام والمسجد النبوي، وكذلك التعزية الأخوية التي قدّمها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، إلى أخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة - حفظه الله - والتي تكرّس الروابط الأخوية والتاريخية بين البلدين والشعبين. إنّ دولة الإمارات تمضي اليوم في ظل انتخاب صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان - حفظه الله - رئيساً لدولة الإمارات من قبل أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد حكام الإمارات والذي جسّد بشكل عملي معنى تداول السلطة في أعلى معانيه، نحو رحاب المستقبل بعزيمة قيادتها وشعبها وطموحهما نحو الريادة، فصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان - حفظه الله - يمضي اليوم ببلدنا نحو مستقبل جديد مستنداً إلى حب وإخلاص شعبه الذي يرى فيه امتداداً للقائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان - طيّب الله ثراه -، إذ نال سموه شرف التأهيل للقيادة من قبل والده حيث نشأ وترعرع في رحاب مجلسه، ونَهَل من معين حكمته، وتعلّم واستلهم من رؤيته، وهذه المناقب عكسها وصف صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي - رعاه الله - سموّه بأنه «ظِلّ زايد». لقد أسهم صاحب السمو رئيس الدولة بفاعلية في تطوّر الدولة التي قامت على أسس القوة واستقلالية القرار الوطني، والعمل المثابر المخلص، وفي سباق مع الزمن، لتحقيق الريادة لدولة الإمارات على كل الصعد، والمنافسة على مراكز التأثير الدولي سياسياً واقتصادياً وثقافياً. إننا في دولة الإمارات نحمد الله على نعمة الأمن والاستقرار، ونعمة حب شيوخنا حفظهم الله، وأدام عز بلادنا ورفعتها. *سفير دولة الإمارات العربية المتحدة لدى المملكة