المملكة لا تعاير أشقاءها ولا تمن عليهم إن هي مدت لهم يد العون. فهذا ديدنها منذ أن تأسست على يد الملك عبدالعزيز، طيب الله ثراه. وإذا كانت المملكة تعتبر القضايا العربية قضاياها، فما بالكم بقضية العرب الأولى وهي القضية الفلسطينية!. المملكة كانت في مقدمة الدول العربية التي حاربت ضد اسرئيل، بجيشها ومجاهديها، وبنفطها في حرب اكتوبر. كما تبنت ودافعت عن القضية في المحافل الدولية مما نتج عنه اتخاذ الكثير من القرارات الإيجابية التي أثرت في مسيرة ونضال الشعب الفلسطيني. ولعل المبادرة السعودية التي قدمها الملك فهد، يرحمه الله، عام 82 في فاس المغربية واعتبرت أساسا لمؤتمر السلام الذي عقد في مدريد عام 1991، ثم مبادرة الملك عبدالله، يرحمه الله، عندما كان وليا للعهد في قمة بيروت 2002، والتي اعتمدتها الدول العربية كمشروع سلام عربي، لعلها شواهد على دور المملكة القيادي في دعم قضية العرب الأولى. ما ينطبق على القضية الفلسطينية، ينطبق على دور المملكة في حفظ أمن الكثير من الدول العربية، سواء في دول الهلال الخصيب أو شمال افريقيا. كلهم يقرون بالمواقف المشرفة للمملكة تجاه دولهم. ولو أخذنا لبنان الذي يعاني تسلط حزب الله وأعوان إيران كمثال، لوجدنا أن مؤتمر الطائف لا يزال هو الأساس للعيش المشترك، وأن أرقام المعونات السعودية لا تزال متصدرة قوائم المساعدات الدولية، بالهبات والقروض والودائع في البنوك دعما لليرة اللبنانية. إذن فمواقف المملكة لم تستثن بلدا عربيا من الدعم المالي أو المعنوي أو المساندة في قضاياه الخارجية. السؤال الذي يفرض نفسه هو: لماذا يسيء لنا بعض إخواننا العرب في تلك الدول بعد كل ما قدمناه لهم!؟ هل كان علينا توفير ملياراتنا التي دعمت اقتصاداتهم وساهمت في تنمية بلدانهم، ونخصص بدلا عنها بعض الملايين لمرتزقة يردحون لنا ليل نهار كما يردحون ضدنا الآن!؟ هل نكتفي برفع الشعارات ونزايد في الكلمات وننسى القضية وأهلها!؟ أسئلة تبحث عن إجابات. ولكم تحياتي.