وسط انشغال العالم ومعه اللبنانيون بأحداث حرب غزة، قررت فرنسا تجديد حماسها تجاه الملف الرئاسي اللبناني، ومن المنتظر أن يصل المبعوث الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان إلى بيروت في الساعات القليلة القادمة في سياق المساعي نفسها التي فشلت سابقاً في إحداث خرق بجدار أزمة الشغور الرئاسي التي زادتها حرب غزة تعقيداً خصوصاً أن أي حل مرتقب لهذا الملف ستقوده موازين القوى الجديدة التي ستفرزها هذه الحرب. فهل تنبهت فرنسا إلى المتغيرات التي ضربت المنطقة، كون الجميع سيكون أمام واقع جديد، وبالتالي سارعت إلى خطوة استباقية تضمن فيها مكاناً لحضورها في المفاوضات الجديدة؟ مصدر دبلوماسي غربي أشار ل«عكاظ» إلى أن الأمور في المنطقة تسير إلى المتغيرات الآنف ذكرها، والملف اللبناني سيكون مطروحاً على الطاولة الإقليمية التي ستعيد ترتيب وترسيم أكثر من ملف، والنصيحة التي ستُسدى إلى اللبنانيين في قادم الأيام هي ضرورة حضورهم على هذه الطاولة من خلال رئيس فعلي للبلاد، لأن القرارات ستُتخذ بشأنهم إنْ حضروا أو لم يحضروا. من جهته، أكد الصحفي المتخصص في الشؤون الفرنسية تمام نور الدين ل«عكاظ» أن المبعوث الفرنسي سيزور بيروت بطلب من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون رغم أنه لم تحصل أي تطورات في الملف الرئاسي اللبناني تستدعي قدومه، كما أنه لا يحمل معه أي مبادرة جديدة، لكنه سيبلغ اللبنانيين رسالة ملحّة بضرورة انتخاب رئيس للجمهورية والتنبه لمغبة توسيع دائرة الحرب في الجنوب خصوصاً أن الحدود مع إسرائيل مشتعلة وتشهد حرباً حقيقية، واللبنانيين لا يستطيعون المضي قدماً دون رئيس للجمهورية في ظل وجود حكومة تصريف أعمال ومجلس نيابي لا يعمل. ولفت نور الدين إلى أن للرئيس ماكرون حساباته الخاصة ومنها تقويض دور وزارة الخارجية الفرنسية إن صح التعبير، لذلك سلّم مبعوثه الخاص لودريان العديد من الملفات وليس فقط الملف اللبناني. بالمقابل، كشف مصدر سياسي لبناني عبر «عكاظ» أن الأطراف اللبنانية كافة لا تعول على زيارة لودريان بشيء، خصوصاً الذين دعموا المبادرة الفرنسية خلال زياراته السابقة، مشيراً إلى أنه لا يوجد دافع حتى الآن لدى بعض اللبنانيين لإعادة النظر بمواقفهم.