في الساعات الأولى من يوم السبت 7 أكتوبر/ تشرين الأول، شهدت المنطقة تصعيداً كبيراً بين حركة حماس وإسرائيل؛ قامت حماس بشن هجومٍ هائل على إسرائيل؛ وفقاً للسلطات الإسرائيلية، أسفر عن مقتل حوالي 1200 شخص واحتجاز أكثر من 242 رهينة. استجابت إسرائيل لهذا الهجوم من خلال شن ضربات جوية وبحرية وبرية على قطاع غزة الذي يعاني من الحصار. ووفقاً لوزارة الصحة التابعة لحركة حماس، بلغت حصيلة القتلى في غزة حوالي 11078 شخصاً، بالإضافة إلى 2700 شخص لا يزالون مفقودين تحت الأنقاض و25500 جريح. وفُقد حوالي 2260 شخصاً في غزة، بينهم 1270 طفلاً يعتقد أن معظمهم مدفون تحت الأنقاض. وبعد مرور أكثر من شهر من الغارات الجوية المستمرة من قبل إسرائيل، لحقت أضرار هائلة بأكثر من 200000 وحدة سكنية في غزة، ما يعادل نصف عدد الوحدات السكنية في القطاع؛ وفقاً للسلطات الفلسطينية في غزة. تم تهجير حوالي 1.6 مليون شخص في غزة؛ أي ما يمثل 70% من سكان القطاع البالغ عددهم 2.4 مليون شخص. هؤلاء الأشخاص اضطروا لترك منازلهم وأصبحوا لاجئين يعيشون في المدارس ودور العبادة والمستشفيات والمباني التابعة للأمم المتحدة والمباني العامة، أو يعيشون مع عائلات أخرى داخل القطاع؛ وفقاً لتقارير الأممالمتحدة والسلطات الفلسطينية. تعرض 16 من أصل 36 مستشفى (46%) و51 من أصل 76 مركزاً طبياً في القطاع لأضرار جسيمة أو توقف عن العمل بسبب القصف أو نقص الوقود، كما تضرر عدد كبير من سيارات الإسعاف، وخرجت منها عن الخدمة. وقد تم قتل ما لا يقل عن 200 من العاملين في القطاع الصحي؛ وفقاً لإحصائيات وزارة الصحة الفلسطينية في غزة. سُجل مقتل ما لا يقل عن 88 عاملاً في وكالة الأممالمتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، وقُتل 18 من عمال الدفاع المدني، وتم توثيق مقتل 46 صحفياً؛ وفقاً لمكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية. يعيش قطاع غزة حالياً ظروفاً إنسانية صعبة للغاية. يواجه السكان نقصاً حاداً في الطعام والمياه والخدمات الأساسية. تتسبب القيود والحواجز المفروضة على حركة البضائع والأفراد في تعقيد تأمين المواد الغذائية والإمدادات الضرورية الأخرى. بالإضافة إلى ذلك، تواجه غزة تحديات صحية خطيرة؛ نتيجة للنقص في الإمدادات الطبية والدواء، تعاني المستشفيات والمرافق الصحية من صعوبات في تقديم الرعاية اللازمة للمرضى. تزيد حالة الفقر والبطالة من صعوبة الوضع الاقتصادي وتؤثر على القدرة الشرائية والوصول إلى الخدمات الصحية الأساسية. في المقابل، تم تسجيل عدد من القتلى والجرحى بين الإسرائيليين، ولكن أقل بكثير مقارنة مع عدد القتلى والجرحى الفلسطينيين منذ بداية الحرب. وفقاً للتقارير، بلغ عدد القتلى الإسرائيليين حوالي 1400 قتيل، وتعرض نحو 5400 شخص للإصابة. تستخدم إسرائيل مئات الألوف من الملاجئ المحصنة تحت الأرض التي توفر حماية للمدنيين من مختلف أنواع الهجمات، بما في ذلك الأسلحة النووية. تحتوي هذه الملاجئ على مرافق متنوعة مثل العيادات الطبية وغرف العمليات والمدارس والمطاعم ومراكز الترفيه وأماكن لألعاب الأطفال... أما خسارتها الكبرى وبحسب ما أعلنه بنك إسرائيل المركزي عن التكاليف الاقتصادية الكبيرة التي تكبدها الاقتصاد الإسرائيلي نتيجة لنقص القوى العاملة خلال الحرب مع حركة حماس. ووفقاً للبنك، تبلغ هذه التكاليف حوالي 600 مليون دولار أسبوعياً. تعود هذه التكاليف إلى عدة عوامل، بما في ذلك إغلاق العديد من المدارس في جميع أنحاء البلاد، وإجلاء نحو 144 ألف عامل من المناطق القريبة من الحدود مع غزة ولبنان، بالإضافة إلى استدعاء جنود الاحتياط للخدمة. مغامرة إسماعيل هنية، المعروف أيضا باسم (أبو العبد)، قد تسببت في آثار سلبية وخيمة على الشعب الفلسطيني من خسائر جسيمة فيما يتعلق بعدد القتلى والجرحى والتهجير وتدمير المنازل والبنية التحتية...، ومن دون تحقيق أي هدف يُذكر. لهذا السبب وقبل فوات الأوان يجب تطبيق مبادرة السلام العربية التي قدمها الملك عبدالله بن عبدالعزيز (رحمه الله) عام 2002، حيث شدد في كلمته بما تضمنته هذه المبادرة، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان آل سعود في القمة العربية الإسلامية الاستثنائية في 11 نوفمبر 2023 بقوله: «السبيل الوحيد لتحقيق الأمن والسلام والاستقرار في المنطقة: هو انهاء الاحتلال والحصار والاستيطان، وحصول الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة، وإقامة دولته المستقلة بحدود 67 وعاصمتها القدسالشرقية».