قصفت قوات الاحتلال الإسرائيلي مستشفى القدس في منطقة تل الهوا جنوب قطاع غزة بالفسفور الأبيض المحرم دوليا. وأفادت مصادر طبية فلسطينية أن نحو 60 قذيفة من الفسفور الأبيض سقطت على مستشفى القدس بمدينة غزة وبداخله جرحى ومرضى تزامن ذلك مع قصف عنيف تعرض له المستشفى على مدار الأيام الماضية وتهديدات للاحتلال بقصفه. وتواصلت الغارات والقصف لقوات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة المحاصر، الليلة قبل الماضية وأمس الجمعة، وأكدت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة استشهاد وإصابة العشرات، وأعلن الجيش الإسرائيلي صباح الجمعة، مقتل 4 من جنوده، ليصل بذلك عدد الجنود القتلى منذ بدء التوغّل البري يوم الجمعة الماضي إلى 23. وأفادت مصادر فلسطينية بوصول عدد من الشهداء والجرحى إلى مجمع الشفاء الطبي في مدينة غزة، إثر سلسلة غارات عنيفة شنتها طائرات الاحتلال الإسرائيلي على أحياء النصر والشيخ رضوان شمال مدينة غزة، وعلى حي الزيتون جنوبا. وأكدت إصابة المئات جراء الغارات المتواصلة على مخيمي البريج والنصيرات وعلى مدينة دير البلح وسط القطاع، نقلوا جميعا إلى مستشفى شهداء الأقصى. 9227 شهيدًا بينهم 3826 طفلًا وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية عن «ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، إلى 9227 شهيدا منهم 3826 طفلا و2405 امرأة ، فيما أصيب أكثر من 23500 آخرين بجروح مختلفة. كما أعلن في غزة عن 2100 بلاغ عن مفقودين تحت أنقاض المباني المدمرة من بينهم 1200 طفل. خطر انتشار الأوبئة من جهته حذر المكتب الإعلامي من مخاطر استمرار وجود جثث القتلى تحت الركام ووصول بلاغات عن روائح ناجمة لتحللها ينذر بخطر انتشار الأوبئة ما يهدد مئات آلاف السكان في القطاع.وذكر المكتب الإعلامي في تقرير له، أن أكثر من 212 ألف وحدة سكنية تضررت و35 ألف وحدة سكنية هدمت بشكل كلي، إضافة إلى تدمير 85 مقراً حكومياً وعشرات المرافق العامة بفعل هجمات إسرائيل. وأفاد بأن هجمات إسرائيل استهدفت 214 مدرسة تعرضت لأضرار متفاوتة منها 45 مدرسة خرجت عن الخدمة. كما رصد تضرر 164 مسجداً غزة منها 54 تعرضت للهدم الكلي 110 جزئي، عدا استهداف 3 كنائس. صدمة نفسية وعقلية قالت منظمة الصحة العالمية إن الهجوم الذي شنته حركة حماس على إسرائيل والهجوم الإسرائيلي المضاد على قطاع غزة لهما عواقب بعيدة المدى على الصحة العقلية. وقال ممثل المنظمة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، الدكتور ريك بيبركورن يوم الخميس إن الجميع في غزة سيحتاجون إلى دعم نفسي. وأشار إلى أن سكان غزة الذين يزيد عددهم عن مليوني نسمة كانوا في السابق مثقلين بسنوات طويلة بالصراع والحصار الذي فرضته إسرائيل. وتابع بيبركورن في كلمته عبر رابط فيديو من منظمة الصحة التابعة للأمم المتحدة في جنيف إن بعض موظفي منظمة الصحة العالمية الموجودين على الأرض يعانون أيضا من مشاكل تتعلق بالصحة العقلية. وأضاف: «أنهم يائسون تماما، ومكتئبون تماما، ولم تعد لديهم أي تطلعات للحياة بعد الآن». وقال إنه علاوة على ذلك، تتلقى منظمة الصحة العالمية، في اتصالاتها المستمرة مع العاملين الصحيين الفلسطينيين، تقارير مثيرة للقلق بشأن حالتهم العقلية. وبالمقابل في إسرائيل أيضا، يعاني الناجون من هجمات حماس وأقارب الرهائن الذين أخذتهم وشهود الهجوم وصناع القرار، من بين آخرين، من الصدمة، حسبما أفاد ممثل المنظمة في إسرائيل ميشيل تيرين. وقال تيرين: «لقد غرقت البلاد بأكملها في ليلة من الصدمة وتنتشر الصدمة إلى حد ما مثل الفيروس». وتابع أن بعض الناس يشعرون بقلق بالغ جراء التجارب المروعة التي عاشها الآخرون. وأضاف تيرين أن السلطات الصحية الإسرائيلية تجري محادثات مع منظمة الصحة العالمية بشأن استعادة تدابير المرونة العقلية للسكان. قوات الاحتلال تقصف مستشفى القدس بالفسفور الأبيض تضرر أربعة مدارس تحولت إلى ملاجئ وقالت وكالة الأممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) إن أربع مدارس تستخدم كملاجئ في قطاع غزة تعرضت «لأضرار» خلال ال24 ساعة الماضية، ما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 23 شخصا. وذكرت صحيفة «نيويورك ديلي نيوز» الأمريكية أن «المدارس الأربع التي تحولت إلى ملاجئ» كانت بمثابة سكن مؤقت لنحو 20 ألف شخص نزحوا بسبب الحرب بين إسرائيل وحماس، بعد ما يقرب من أربعة أسابيع من الهجمات المتواصلة التي تشنها القوات الإسرائيلية على القطاع الفلسطيني المكتظ بالسكان. وقال المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني في بيان إن ما لا يقل عن 20 شخصا قتلوا وأصيب خمسة آخرون في مدرسة إيواء في مخيم جباليا للاجئين، وهو الأكبر في قطاع غزة، بعد يومين من القصف المكثف على المنطقة. يشار إلى أن ما لا يقل عن 195 شخصا قتلوا في جباليا يومي الثلاثاء والأربعاء، بحسب المكتب الإعلامي الحكومي الذي تديره حماس. وتعرضت مدرسة إيواء أخرى في شمال قطاع غزة أيضا لأضرار في وقت سابق من يوم الخميس، وقتل طفل وفقا للتقارير.وأصيبت مدرستان كانتا قد تحولتا إلى ملاجئ في مخيم البريج للاجئين في جنوب القطاع، بحسب الأونروا. وأفادت التقارير بمقتل شخصين وإصابة 31 آخرين.وقال لازاريني: «منذ بداية الحرب في 7 تشرين الأول/أكتوبر، تأثر ما يقرب من 50 مبنى وأصلا تابعا للأونروا، مع تعرض بعضها لقصف مباشر». ويجري استخدام هذه المباني كملاجئ وتستضيف حاليا حوالي 700 ألف شخص. الوقت ينفد لمنع الإبادة الجماعية حذر خبراء الأممالمتحدة لحقوق الإنسان، من أن الوقت ينفد لمنع الإبادة الجماعية والكارثة الإنسانية في غزة، معربين عن إحباطهم أمام رفض إسرائيل القوة القائمة بالاحتلال وقف خططها لتدمير قطاع غزة المحاصر.وأفاد الخبراء في بيان أمس، أنهم مقتنعون بأن الشعب الفلسطيني معرض لخطر الإبادة الجماعية، محملين حلفاء الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية، معربين عن قلقهم من الغارات الجوية الإسرائيلية على مخيم جباليا. وأكد الخبراء أن الغارة الإسرائيلية على مجمع سكني يؤوي المدنيين بما في ذلك النساء والأطفال هي جريمة حرب وانتهاك صارخ للقانون الدولي وقواعد التناسب والتمييز بين المقاتلين والمدنيين. وأوضحوا في البيان أن الوضع في غزة وصل إلى نقطة تحول كارثية، مشيرين إلى الحاجة الماسة إلى الغذاء والماء والدواء والوقود والإمدادات الأساسية للمدنيين، داعين إلى الوقف الفوري لإطلاق النار ووصول المساعدات وفتح قنوات التواصل واحترام القانون الدولي وقواعد الحروب. إلى ذلك قدرت الأممالمتحدة الحاجات الإنسانية في قطاع غزةوالضفة الغربية ب1,2 مليار دولار حتى نهاية 2023، على ما أفاد مكتب تنسيق العمليات الإنسانية التابع للأمم المتحدة (أوتشا) في بيان. وأوضح المكتب أن «الكلفة لتلبية حاجات 2,7 مليون نسمة، أي كامل سكان غزة و500 ألف شخص في الضفة الغربيةالمحتلة، تقدر ب1,2 مليار دولار»، مضيفا أن النداء لجمع أموال الذي أطلق في 12 تشرين الأول/أكتوبر غير كاف إطلاقا. الوضع في الضفة الغربية «مقلق» قالت مفوضية الأممالمتحدة السامية لحقوق الإنسان إن الوضع في الضفة الغربيةالمحتلة «مثير للقلق» ويستدعي تحركًا «عاجلًا»، مع التشديد على العنف الذي يمارسه المستوطنون الإسرائيليون ضد الفلسطينيين. وقالت إليزابيث ثروسيل المتحدثة باسم المفوضية العليا، خلال إحاطة دورية في جنيف، إن الوضع في الضفة الغربيةالمحتلة، بما فيها القدسالشرقية، «مثير للقلق ويستدعي التحرك العاجل في ظل الانتهاكات المتزايدة المستمرة وذات الطبيعة المختلفة». وأفادت السلطة الفلسطينية عن مقتل نحو 140 فلسطينيا في الضفة الغربية منذ بدء الحرب في قطاع غزة. وقالت ثروسيل إن «القوات الإسرائيلية تلجأ بصورة متزايدة إلى تكتيكات وأسلحة عسكرية في سياق عمليات حفظ النظام» مضيفة أن «عنف المستوطنين الذي كان بلغ بالأساس مستويات قياسية، ازداد بشكل ملفت أيضا ليبلغ معدل سبعة هجمات في اليوم وأكثر من ثلثها باستخدام أسلحة نارية».وأكدت أن المستعمرين غالبا ما يرتدون بدلات عسكرية ويرافقهم عناصر من القوات الإسرائيلية في العديد من الأحيان، مشددة على أنهم يتصرفون «في ظل انتفاء شبه تام للعقاب».ولفتت إلى أن مجتمعات فلسطينية بأكملها تُرغم على ترك أراضيها بسبب أعمال العنف هذه، معتبرة أن ذلك «قد يرقى إلى ترحيل قسري للسكان في انتهاك خطير» لاتفاقية جنيف. وتابعت «خلال حوادث متكررة، وجه المستوطنون إنذارات إلى مجتمعات فلسطينية بمغادرة منازلها تحت طائلة القتل» مشيرة إلى أن القوات الإسرائيلية «لم تعتقل سوى اثنين من المستوطنين بسبب مهاجمة فلسطينيين وقتل فلسطيني». من جهة أخرى أفادت مفوضية حقوق الإنسان أن القوات الإسرائيلية اعتقلت حوالى ألفي فلسطيني فيما «تفيد معلومات ذات مصداقية ومتطابقة عن زيادة جديدة في حالات سوء المعاملة للمعتقلين، قد ترقى في العديد من الحالات إلى التعذيب». تطويق غزة أعلن جيش العدو الإسرائيلي «تطويق» مدينة غزة، بعد أيام على بدء توغله البري في القطاع الفلسطيني، بينما يتواصل القصف الإسرائيلي بلا هوادة على القطاع المحاصر حيث الوضع الإنساني كارثي. في المقابل، توعدت الفصائل الفلسطينية بأن غزة ستكون «لعنة التاريخ» على إسرائيل، محذرة من أن الجنود الإسرائيليين سيخرجون «في أكياس سود». تزامنا أفاد مسؤول رفيع في البيت الأبيض الخميس بأن الرئيس الأميركي جو بايدن دعا إلى إعلان هدن إنسانية في الحرب تكون «مؤقتة ومحددة» لكنها لا ترتقي إلى وقف عام لإطلاق النار.