تشهد الحدود الجنوبية بشكل ملحوظ توتراً، مع اتساع رقعة العمليات العسكرية من الجانبين اللبناني والإسرائيلي والذي اتسعت معه في الساعات الماضية وتيرة الاتصالات الخارجية لاحتواء التصعيد وعدم توسع العمليات العسكرية إلى حرب حقيقية وأكثر شمولية. وأعرب رئيس بعثة «اليونيفيل» وقائدها العام الجنرال أرولدو لاثارو، عن قلقه العميق إزاء الوضع في جنوبلبنان، مشيراً إلى احتمال وقوع أعمال عدائية أوسع نطاقاً وأكثر حدة. وجاء موقف لاثارو بعد الزيارة التي قام بها إلى كل من رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ورئيس مجلس النواب نبيه بري، وأثنى على جهودهما من أجل استعادة الاستقرار خلال هذه الأيام الحرجة، بما في ذلك من خلال القنوات الدبلوماسية، وكذلك على الثقة التي وضعوها في آليات الارتباط التي تضطلع بها «اليونيفيل» لتجنب المزيد من التصعيد. واعتبر الجنرال رولدو لاثارو أن أولويات اليونيفيل الآن هي منع التصعيد، وحماية أرواح المدنيين، وضمان سلامة وأمن حفظة السلام الذين يحاولون تحقيق ذلك قائلاً: «القرار رقم 1701 يواجه تحدياً في الوقت الراهن، إلا أن مبادئه المتعلقة بالأمن والاستقرار والتوصل إلى حل طويل الأمد تظل صالحة، ويظل دورنا المحايد شديد الأهمية لناحية إيصال الرسائل الحاسمة للحد من التوترات ومنع سوء الفهم الخطير بهدف تجنب أي تصعيد غير مبرر، وكان على حفظة السلام مواءمة عملهم مع الوضع، ولكن عملنا لدعم القرار مستمر». فيما حذر الرئيس بري من تمادي العدو الإسرائيلي في تصعيد عدوانيته واستهدافه المتكرر للمدنيين والإعلاميين والمسعفين متجاوزاً في اعتداءاته عمق الجنوباللبناني، فضلاً عن تهديداته للعاصمة اللبنانيةبيروت، مما يزيد من مخاطر توسع نيران الحرب الإسرائيلية في المنطقة خلافاً للمواقف الدولية والعربية الداعية إلى الالتزام بالشرعية الدولية المتمثل بالقرار الأممي 1701 وقواعد الاشتباك. يذكر أن الجيش الإسرائيلي اكد أنه قصف خليّة حاولت إطلاق صواريخ مضادة للدبابات من الأراضي اللبنانية باتجاه منطقة يفتاح، قائلاً: «قصفنا عدداً من البنى التحتية لحزب الله في الأراضي اللبنانية». وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي: «تعرّضت مواقع الجيش الإسرائيلي في يفتاح ومرجليوت وعرب العرامشة وشوميرا ومتات لإطلاق صواريخ مضادة للدروع وقذائف الهاون من لبنان». بالمقابل، شدد الوزير وعضو مجلس الحرب في إسرائيل جدعون ساعر على أن إسرائيل تركز في هذه المرحلة من القتال على الجبهة الجنوبية، مبيناً في مقابلة مع قناة «i24NEWS» الإسرائيلية أن المجلس الأمني المصغر يركز على الجبهة الجنوبية وإعادة الأسرى الى بيوتهم. وتوعد ساعر بالرد على استفزازات حزب الله والتصرف بصرامة، لكن لا يوجد أي نية بالمبادرة لتصعيد حرب في الشمال، مستدركاً بالقول هذا قد يحدث وسنكون على جهوزية للقيام بما يستوجبه الأمر إن حدث، لكن هذا ليس هدفنا. يذكر أن سكان المستوطنات الشمالية في إسرائيل القريبة من الحدود الجنوبيةللبنان، قالوا: إن العيش في مناطقهم أصبح مستحيلاً، وأنه تم التخلي عنهم من قبل السلطات المعنية.