اتسع نطاق القصف الإسرائيلي أمس الأربعاء، ليطال أطراف عدة بلدات في جنوبلبنان. وذكرت "الوكالة الوطنية للإعلام" اللبنانية الرسمية أمس أن القصف الإسرائيلي طاول أطراف بلدتي رامية والقوزح. وكانت الوكالة ذكرت أن طائرة تجسس إسرائيلية أطلقت صاروخين على خراج بلدة كفرشوبا قضاء حاصبيا، وقتل أربعة عناصر من "حزب الله" ليرتفع عدد القتلى إلى 40. وتواصل إقفال الجامعات والمدارس والثانويات والمعاهد والمدارس المهنية الرسمية والخاصة الواقعة في المناطق الحدودية الجنوبية، بقرار من وزير التربية اللبنانية عباس الحلبي، بسبب التوتر الأمني الذي تشهده المنطقة. وشهدت القرى المتاخمة للخط الأزرق الحدودي جنوبلبنان حركة نزوح منذ بدء التوتر الأمني في الجنوب، قبل حوالي أسبوعين، ارتفعت وتيرتها في الأيام الماضية، حيث نزح سكان تلك المناطق في اتجاه مناطق أكثر أمناً جنوبلبنان، كما نزحت مئات العائلات اللبنانية إلى مناطق لبنانية أخرى في جبل لبنانوبيروت. وتشهد المناطق الحدودية جنوبلبنان توتراً أمنياً، وتبادلاً لإطلاق النار بين الجيش الإسرائيلي وعناصر تابعة للمقاومة الإسلامية في لبنان، كما يطلق عناصر ينتمون لبعض الفصائل الفلسطينية واللبنانية الصواريخ أحياناً من جنوبلبنان باتجاه إسرائيل، وذلك بعد إطلاق كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس في السابع من الشهر الحالي، عملية "طوفان الأقصى"، وإعلان إسرائيل الحرب على غزة. من جهة أخرى أكد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي من جنوبلبنان التزام بلاده تطبيق قرار مجلس الأمن 1701، الذي يؤكد على أهمية بسط سيطرة السلطات على جميع الأراضي اللبنانية. وأكد ميقاتي الذي زار برفقة قائد الجيش جوزف عون مقار عسكرية وقيادة قوة الأممالمتحدة الموقتة (يونيفيل)، وفق بيان عن مكتبه الإعلامي، التزام لبنان "تطبيق قرار مجلس الأمن الدّولي الرقم 1701، الذي تتولى اليونيفيل مسؤولية تطبيق بنوده، وإرساء الأمن والاستقرار ومساعدة الحكومة اللبنانية ممثلة بالجيش في بسط سلطة الدولة حتى حدوده الدولية". وخاطب ميقاتي العسكريين اللبنانيين بالقول "حضورنا إلى هنا اليوم رسالة معبرة بأنكم الأساس في حماية الوطن والذود عن كرامته". وتابع "كل الأطراف جربت وتجرب الخيارات الجانبية التي تشكل خطاً موازياً مع الخيارات الوطنية الجامعة، وكل الأطراف عادت ولو بعد حين الى خيار الدولة الواحدة الموحدة لجميع أبنائها". ومنذ عام 2006، ليس "لحزب الله" أي وجود عسكري مرئي في المنطقة الحدودية اللبنانية. لكن خبراء وتقارير تفيد عن نقاط ومخابئ وأنفاق للحزب يتحرك عناصره فيها. وبدأ "حزب الله" التصعيد بقصف مواقع إسرائيلية من جنوبلبنان، وردتّ الدولة العبرية بقصف مماثل، من دون أن يخرج الطرفان عن قواعد الاشتباك المعمول بها منذ نحو 16 عاماً. وقال رئيس بعثة اليونيفيل وقائدها العام الميجور جنرال أرولدو لاثارو الثلاثاء "اشتّد النزاع خلال الأسبوعين الماضيين، وهذا مصدر قلق حقيقي". وأضاف "علينا أن نضاعف جهودنا للحفاظ على الاستقرار الذي عملنا جميعاً بجدّ من أجله طوال الأعوام السبعة عشر الماضية. ويجب علينا أن نتجنّب نشوب نزاع أوسع نطاقاً من شأنه أن يعرّض أعداداً أكبر من الناس للخطر". وتعرضت أطراف بلدات حدودية عدة الثلاثاء لقصف إسرائيلي.