يبقى الموقف السعودي تجاه ما يحدث في الأراضي الفلسطينية، خصوصاً في غزة، هو الأقوى، بل ويحمل رسائل واضحة للمجتمع الدولي، خصوصاً للإدارة الأمريكية. ويأتي هذا الموقف متواصلاً مع الدعم السعودي للقضية الفلسطينية منذ عهد المؤسس وحتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، الذي سجل من المواقف تجاه فلسطين وشعبها ما يدونه التأريخ بمداد من ذهب، وهو الموقف الذي من شأنه تحقيق تطلعات الفلسطينيين في دولة مستقلة عاصمتها القدسالشرقية، ونيل كامل حقوقهم المشروعة. ولن ينسى الفلسطينيون المواقف المعلنة لولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان، الذي دعم وحذّر ونصح خلال لقاءاته واتصالاته بزعماء العالم، مؤكداً الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني حتى ينال حقوقه كاملة، غير آبه بردود فعل بعض الأطراف، التي انحازت إلى جانب الكيان الصهيوني في حربه على قطاع غزة، وقتل ومحاصرة الأبرياء، وتدمير المنازل فوق رؤوس ساكنيها على مرأى من العالم، الذي يرى في الموقف السعودي الصلب ما يمكن البناء عليه، خاصة وهو يدعو إلى وقف الانتهاكات، ورفع الحصار، وإدخال المساعدات الإنسانية لمن أنهكتهم الضربات الإسرائيلية، التي خالفت كل الأعراف والقوانين الدولية. وكان ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وهو يسجل مواقف المملكة، التي كانت محل تقدير شعوب العالم، خصوصاً الشعب الفلسطيني، يدرك أبعاد ومخاطر ما ترتكبه إسرائيل من جرائم، وما تتخذه من إجراءات تحت بند العقاب الجماعي، فأكد على وقف قتل الأبرياء في غزة، وإدخال المساعدات الإنسانية، ورفع الحصار، بل وحذر من مغبة اقتحام القطاع، لما له من مخاطر على أمن واستقرار المنطقة والعالم، وهو ما أخذته - أي التحذير - القوى العالمية، خصوصاً أمريكا، على محمل الجد، فبدت مهتمة بكبح جماح الكيان الصهيوني، الذي لا يزال يُصر على قتل الأبرياء، وتدمير منازلهم وممتلكاتهم.