سعدنا منذ أيام قليلة بذكرى غالية على قلوب ومشاعر السعوديين لتولى الملك سلمان بن عبدالعزيز مقاليد الحكم، راجياً وداعياً من الله سبحانه وتعالى أن يمن عليه بالصحة والعافية وطول العمر، وأن تعينه بطانته الصالحة من وزراء وقيادات لخدمه الدين والوطن، يتقدمهم أبناؤه الكرام وسمو ولي عهده الأمير محمد بن سلمان. الكل في جميع مناطق المملكة وعبر عقود ماضية كان يتمنى أن يكون سلمان بن عبدالعزيز أميراً لمنطقته؛ ليرى فيها الحزم والعزم والشفافية والعدل والأمن والأمان والتنمية وقوة السلطة والحكمة ودعم الشباب وترسيخ القانون وسيادته على الجميع بالمساواة بين الفقير والغني والأمير والمواطن وحتى الأجنبي المقيم، فلا ظلم تحت إدارة سلمان الدقيقة في المواعيد المنتظمة في ترتيب أولويات وأهميات العمل. أراد الله للأمة والوطن الخير كله، فأصبح سلمان بن عبدالعزيز ملكاً للبلاد، طبّق أسلوب إدارته التي نعرف مقدار الدقة والحزم فيها ونقلها من الرياض إلى كافة مناطق المملكة، راعياً للثقافة والاقتصاد والاستثمار ومجتمع الأعمال. بدأ الحكم بإنشاء أهم مؤسسات الدولة بتأسيس النيابة العامة ضمير المجتمع لسيادة القانون باستقلال وحياد على أرجاء الوطن وجميع السلطات والمؤسسات والأفراد. أكد على الأمن بدعم الداخلية، وتأسيس رئاسة أمن الدولة لتشارك في حماية أمن الوطن بالداخل والخارج. حارب الفساد، واسترد أموال الدولة، وعزز النزاهة والشفافية، وقضى على استغلال السلطة ونفوذها، ورسخ للتنافسية. أعاد هيكلة سلطات ومؤسسات الدولة وتركيز سلطتها الهرمية لتثبت المرجعية التشريعية والدستورية ليكون الملك من واقع التسلسل الهرمي هو المرجعية دون تداخل بين السلطات والمجالس والهيئات، فأعاد للإدارة الحكومية مكانتها وهيبتها تحت قيادته ملكاً للبلاد ورئيساً لمجلس الوزراء ومرجعية السلطة القضائية والتشريعية. جعل الحوكمة الرشيدة هي أساس العمل، وحافظ على ثروات الوطن من تراث وثقافة وحتى ما تملكه من ثروات بيئية على كامل سطح البلاد. حدد للدولة وسلطاتها ومؤسساتها هدفاً يعمل الجميع لتحقيقه برؤية 2030 يتابعها ويرسّخ مبادئها ولي العهد رجل القانون الذي أعاد تشكيل السلطة القضائية وتشريعاتها لضمان الحق والعدل المؤسسي بعيداً عن اجتهاد الأفراد من قضاه ومحامين. تعزز حب الوطن باليوم الوطني ويوم التأسيس لنتذكر الأجداد لأكثر من ثلاثة قرون على ثوابت ومبادئ آل سعود وطموحاتهم لأرض الجزيرة العربية لتكون دار الأمن والأمان وحماية الحرمين والمقدسات الإسلامية وخدمه الدين. أحببنا العلم والنشيد الوطني واللون الأخضر الذي حمله أبناء الوطن حول العالم محققين الجوائز والبطولات في جميع المحافل وليس فقط الرياضة؛ لأن والدنا سلمان بن عبدالعزيز عزز فينا الثقة والطموح والولاء والانتماء لحب الوطن وقيادته والمجتمع فكانت الإنجازات. سلمان بن عبدالعزيز أبٌ وقائدٌ قبل أن يكون ملك البلاد وحاكماً لها وخادماً للحرمين الشريفين، عزز مؤسسات الدولة وحكمها لأجيال قادمة، كما عزز حب الوطن والولاء له، وحفز الشباب للعمل والاجتهاد بقياده شابة طموحة جعلتنا نكتشف معاني الشغف والحماس. أطال الله في عمر القائد الوالد، ونصره وعز به الدين والوطن والمسلمين.