أقامت النيابة العامة في مقرها الرئيس بالرياض، اليوم، ملتقى بعنوان " التطور القانوني منذ التأسيس"، احتفاءً بيوم التأسيس، برعاية معالي النائب العام الشيخ سعود بن عبدالله المعجب، وحضور عدد من أعضاء النيابة العامة، وأكاديميين وقانونيين وإعلاميين. وفي مستهل الملتقى، ألقى معالي النائب العام كلمةً بهذه المناسبة، رحب فيها بالضيوف، مشيرا إلى أن الدولة السعودية منذ نشأتها أُسست على العدل والحكمة وحفظ الأمن وحماية الحقوق ورعاية المصالح، وقامت على نهج قويم، عماده الكتاب والسنة، وما يُستمد منهما من أنظمة وقوانين عدلية، تحمي المجتمع، وتضمن حقوقه، متبينةً بذلك المنهج الوسطي، بنبذ كل أفكار الفرقة والتطرف". وأكد معاليه أن العلاقة الراسخة بين المواطن والقيادة، هي نتاج لمسيرة خالدة وعمق ديني واجتماعي، بدأها المؤسس الإمام محمد بن سعود، وأكملها الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، واستمر عليها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين – حفظهما الله – برؤية ثاقبة طموحة واستراتيجية مؤسسية مُحكمة. من جانبه أكد عضو مجلس الشورى الدكتور فيصل آل فاضل، في كلمته، أن السلطات في المملكة منذ تأسيسها تقوم على ثلاثة أعمدة، السلطة التنظيمية (التشريعية)، والسلطة القضائية والسلطة التنفيذية، وتؤدي كل سلطة من هذه السلطات دورها الإجرائي المنوط بها، والمستمد من الأنظمة المرعية، مشيداً بالعلاقة التشاركية والتعاون بين هذه السلطات بما يحقق المصلحة العامة وصيانة الحقوق، ويؤدي الرسالة المنشودة في توازن مؤسسي بين الصلاحيات والاستقلال. ونوه بالجهود التي قام بها مؤسس الدولة السعودية الإمام محمد بن سعود – رحمه الله – حتى هذا العهد الميمون بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين – رعاهما الله – في عدالة التشريع وعدالة التطبيق وتطور التنظيم، مشيرا إلى أن يوم التأسيس يرسخ مدى التلاحم والتكافل والترابط الوثيق لقرون بين أبناء هذا الوطن قيادة وشعبًا، وتؤكد أن لبلادنا تاريخاً عريقاً، حافلاً بالانتصارات التاريخية، والإنجازات الحضارية، أثمر عن دولة عصرية ورائدة في التنمية ومواكبة المستجدات. بدورها استعرضت عميدة كلية القانون بجامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن الدكتورة مها المطلق، خلال الملتقى، تطور الأنظمة وحقوق المرأة منذ التأسيس وحتى اليوم، حيث كان للمرأة السعودية -منذ التأسيس دور بارز متوافق مع ظروف ومتطلبات كل مرحلة ومتغيراتها الاجتماعية، مشيرة في هذا الصدد إلى نساء سعوديات تركن أثراً في المجتمع على جميع الأصعدة ومن بينها الصعيد السياسي. كما استعرضت أهم المجالات التي تسارعت فيها خطوات المرأة السعودية نحو التمكين بفضل صدور العديد من القرارات والتشريعات والأنظمة التي عززت مكانتها في المجتمع، بالإضافة إلى إجراء تعديلات على مجموعة من الأنظمة بهدف منح المرأة الاستقلالية الكاملة ، لتصبح شريكًا فعالًا في التنمية الوطنية في جميع المجالات. أما فضيلة عضو النيابة العامة الشيخ عبدالله السليم، فاستعرض التشريع الجزائي في المملكة منذ التأسيس ومروره بمراحل وتطورات، كان الهدف منها الالتزام بحفظ الضرورات الخمس (الدين والنفس والمال والعقل والعرض) . وفي ختام الملتقى شارك عدد من الضيوف بمداخلات أبرزت الأهمية الكبرى لسيادة القانون والأنظمة العدلية المعمول بها في المملكة منذ التأسيس قبل ثلاثة قرون وحتى يومنا هذا. يذكر أن النيابة العامة دأبت خلال السنوات القليلة الماضية على تنظيم مثل هذه الملتقيات التي تعزز المعرفة المجتمعية بالقوانين والأنظمة العدلية وتزيد التوعية المجتمعية بها.