في مثل هذا اليوم من عام 1351 للهجرة سجل التاريخ ولادة الدولة السعودية الثالثة على يد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -طيب الله ثراه- مكملة لمسيرة الدولة السعودية الأولى والثانية وتوحيدها تحت راية «لا إله إلا الله محمد رسول الله»، وباسم المملكة العربية السعودية. وفي هذا اليوم يحتفل أبناء هذا الوطن بهذه المناسبة الغالية ويستذكرون بطولات الآباء والأجداد وما قدموه من كفاح وتضحيات للتحول من قبائل بادية وقرى متفرقة متنازعة إلى وطن واحد يسوده الأمن والأمان والاستقرار تحت راية واحدة وقيادة حكيمة. ولقد بدأت المسيرة على يد الملك الموحد عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود -رحمه الله- الذي عمل هو والمخلصون من رجاله لفترة تزيد على الثلاثين عاماً لترسيخ قواعد تلك الدولة، واستمر أبناؤه الملوك الخمسة (سعود، فيصل، خالد، فهد، وعبدالله) -رحمهم الله- بالقيادة والعمل من بعده على النهج نفسه لتكون هناك دولة عظيمة مستمرة ومستقرة تقوم على أساس الاعتدال والأمن والسلام. ونحن اليوم في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين -حفظهما الله- نعتز بما حققه الآباء والأجداد، ونفخر ونتباهى بين شعوب العالم بما وصلنا إليه وما يتحقق بهذا الوطن في هذا العهد المجيد وعلى جميع الأصعدة التشريعية والتنظيمية والتنفيذية والقضائية لخلق بيئة مناسبة وجاذبة لمحاور رؤية السعودية 2030 «مجتمع حيوي، واقتصاد مزدهر، ووطن طموح». فالحمد والشكر للمولى تعالى على ما يحدث اليوم من حراك وتقدم غير مسبوق بوطننا الغالي في جميع المجالات وأصبح مضرب مثل، وينافس دول العالم المتقدمة حسب النتائج والمؤشرات العالمية التي تعكس التقدم والنمو مقارنة بدول العالم. وفي هذه المناسبة الوطنية يحتفل أبناء الوطن جميعاً بوحدة وطن تعكس الحب والود والسلام والتآخي بين مختلف الفئات تحت ظل البيرق الأخضر والقيادة الحكيمة، وهي مناسبة يتزين ويتغنى ويتباهى بها الوطن وبما يحمله من مجد تليد ونبض قلب تسري بعروقه الأخوة والمحبة والولاء. حقيقة إن ذكرى اليوم الوطني مناسبة عظيمة وتستدعي منا رفع خالص الدعاء والشكر والثناء لله تعالى على ما منّ به على وطننا الغالي من نعم الأمن والأمان والقيادة والرخاء والاستقرار، ونسأله تعالى أن يديم هذه النعمة الجليلة على هذه البلاد الطيبة وقيادتها الرشيدة ومواطنيها الكرام ولا يغير علينا إنه سميع مجيب الدعاء.