كشفت وكالة «فونتانكا» الروسية استحالة التعرف بالعين المجردة على جثث ركاب الطائرة التي كانت تقل رئيس مجموعة «فاغنر» يفغيني بريغوجين، ونائبه ديمتري أوتكين، وقادة آخرين، وتحطمت الأربعاء الماضي في مقاطعة تفير على بعد 350 كيلومترا شمال موسكو عندما كانت في طريقها إلى سان بطرسبورغ. ونقلت الوكالة عن مصدر مطلع اليوم (الجمعة) قوله: «إن الجثث تعرضت لأضرار بالغة ولا يمكن التعرف عليها بصريا»، ولفتت إلى أن مهمة تحديد هويات الضحايا سيتولاها خبراء البحث الجنائي والطب الجيني. وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عزى أمس (الخميس) عائلة بريغوجين وعائلات القادة الذين كانوا برفقته، في أول تأكيد رسمي على مقتله، مشيداً بمساهمة قوات المجموعة في الحرب بأوكرانيا. وكشف أن بريغوجين عاد إلى البلاد من أفريقيا (الأربعاء)، وعقد اجتماعات مهمة في موسكو مع المسؤولين قبل تحطم طائرته. وترددت سيناريوهات مختلفة حول تحطم الطائرة الخاصة التي كانت تقل قادة فاغنر، وهي التعرض لصاروخ أرض جو، أو انفجار قنبلة داخلها، أو حدوث خلل فني، أو ارتكاب الطيار خطأ أدى لسقوطها. وبينما تحدثت تقارير استخبارية أمريكية عن احتمال تفجير طائرة بريغوجين من الداخل، وصف المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) بات رايدر التقارير الصحفية بشأن تعرض الطائرة لصاروخ أرض جو بأنها «غير دقيقة». وكان رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة مارك ميلي نفى أي علاقة لبلاده على الإطلاق بتحطم الطائرة، قائلاً إن مقتل بريغوجين ستكون له تداعيات في مناطق وجود فاغنر في العالم. وفي كييف، اعتبر أمين مجلس الأمن القومي والدفاع الأوكراني أوليكسي دانيلوف اليوم أن مقتل يفغيني بريغوجين لن يكون نهاية للأحداث في موسكو. وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي نفى أمس أي علاقة لبلاده بمقتل بريغوجين، قائلا إن الجميع يفهم من له علاقة بذلك. وقال إن أخطر شيء بعد مقتل بريغوجين هو وجود 20 ألفا من مقاتلي فاغنر خارج السيطرة، محذراً من أنهم قد يشكلون خطراً على أوكرانيا أو بيلاروسيا أو بولندا وحتى على روسيا.