فيما تتواصل المعارك بين قوات الجيش السوداني والدعم السريع في مدن العاصمة الخرطوم وولايات أخرى، حذرت منظمة «اليونيسيف»، من خطر عدم جمع مساعدات لنحو9 ملايين من الأطفال الأكثر ضعفا في السودان. وفيما بدأ نوع من الهدوء النسبي يعود إلى الأحياء المحيطة بسلاح المهندسين عقب جولة من الاشتباكات شهدتها المنطقة ليلاً، تحدث سودانيون عن أعمال نهب تقوم بها قوات الدعم السريع في حي المربعات، واشتكى مواطنون وتجار من حي الفتيحاب من أعمال توقيف ونهب واسعة نفذتها عناصر من قوات الدعم السريع. وأكدت مصادر سودانية وشهود عيان، تبادل الجيش والدعم، اليوم (السبت)، القصف بالأسلحة الثقيلة وسط مدينة أم درمانوالخرطوم بحري، بعد يوم من اشتباكات عنيفة في ولايتي غرب كردفان وجنوب دارفور، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى من العسكريين والمدنيين. وذكرت مصادر سودانية أن 4 عسكريين من قوات الدعم السريع واثنين من الشرطة السودانية قتلوا في مدينة الفولة عاصمة ولاية غرب كردفان. وأفاد بأن عناصر الدعم السريع قتلوا في اشتباك وقع بعد رفض ركاب عربة قادمة من الخرطوم تفتيش قوة من الجيش السوداني عربتهم. وتمددت الحرب الجارية التي دخلت شهرها لتصل إلى مدينتين كبيرتين هما الفاشر والفولة، في تطوّر فاقم المخاوف حيال مصير مئات آلاف النازحين الذين كانوا قد فرّوا إليهما من أعمال العنف في إقليم دارفور. من جهتها، أعلنت منظمة الأممالمتحدة لرعاية الطفولة (يونيسيف) أنها بحاجة عاجلة إلى 400 مليون دولار لتقديم الدعم إلى 9 تسعة ملايين من الأطفال الأكثر ضعفا في السودان. وأضافت المنظمة عبر منصة «إكس»، أن هناك 14 مليون طفل في حاجة ماسة إلى المساعدة المنقذة للحياة، لكن التمويل المتوفر لا يتيح لها الوصول إلا إلى 10% منهم. وأوضحت أنه منذ اندلاع النزاع فإن أكثر من 24.7 مليون شخص في السودان يحتاجون إلى مساعدات إنسانية عاجلة. ومع حلول موسم الأمطار في يونيو، تضاعفت مخاطر انتشار الأوبئة بينما تحمل الأضرار التي لحقت بالمحاصيل خطر مفاقمة انعدام الأمن الغذائي. وأعربت الأممالمتحدة عن قلقها بشأن مصير النساء والفتيات في ظل انتشار صادم لأعمال عنف جنسي تشمل الاغتصاب. وقالت ليلى بكر من صندوق الأممالمتحدة للسكان: شهدنا ازديادا في العنف القائم على النوع الاجتماعي بنسبة تتجاوز 900% في مناطق النزاع. يواجه أولئك النساء خطرا كبيرا جدا.